
كتبت : سلمى فتحي
بيروت – الإثنين 21 يوليو 2025
في تطور لافت أعاد قضية الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر إلى الواجهة، سلّم شاكر نفسه صباح اليوم للسلطات اللبنانية، بعد تلقيه تهديدات جدية بالقتل من داخل مخيم عين الحلوة حيث كان متواريًا منذ نحو 12 عامًا.
وبحسب مصادر مقربة، فإن قرار شاكر جاء بعد تصاعد التوتر داخل المخيم على خلفية محاولاته الأخيرة للعودة إلى الساحة الفنية، وتسجيله أعمالًا غنائية من داخل مقر إقامته، ما قوبل برفض ووعيد من بعض المجموعات المسلحة، دفعه لاتخاذ قرار الخروج نحو القضاء.
وكان فضل شاكر قد وُجهت إليه اتهامات بالمشاركة في اشتباكات عبرا إلى جانب الداعية أحمد الأسير عام 2013، وهي الأحداث التي أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الجيش اللبناني. وصدر بحقه في وقت لاحق حكم غيابي بالسجن 22 عامًا، موزعة بين تهم تتعلق بتقديم دعم لوجستي وتمويل مجموعات إرهابية.
في تصريحات سابقة، أكد شاكر مرارًا أن قضيته “إنسانية لا سياسية”، نافياً أي مشاركة مباشرة في القتال، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى المخيم حفاظًا على حياته، بعد تلقيه تهديدات لم يكن قادرًا على مواجهتها خارج المخيم.
ويرى مراقبون أن تسليم شاكر لنفسه قد يمهّد لإعادة محاكمته حضوريًا، الأمر الذي يتيح له تقديم دفاعه وإسقاط الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، في حال ثبتت براءته. فيما أكدت مصادر أمنية أن لا مجال لأي تسويات خارج إطار القضاء، وأن الملف الآن في عهدة المحكمة العسكرية المختصة.
وبين من يعتبر ما فعله خطوة شجاعة نحو تصحيح المسار، وآخرين يرون أن الجُرم لا يُمحى بالزمن، يبقى مصير فضل شاكر معلقًا بميزان العدالة، في انتظار ما ستؤول إليه جلسات المحاكمة المنتظرة.
