في تطور سياسي مفاجئ يشعل ساحات الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريح هزّ الأوساط الدولية بعدما أعلن أنه لا ينوي الاعتراف الآن باستقلال “أرض الصومال”، رغم خطوة إسـ ـرائـ ـيل الجريئة التي سبقت الجميع وأعلنت اعترافها الرسمي بالكيان.
ترامب، في حوار مع صحيفة واشنطن بوست، بدا أكثر حذرًا من نظيره الإسـ ـرائيـ ـلي، مؤكدًا أنه “سيدرس الموقف بتأنٍ”، مشيرًا إلى أن الأولوية بالنسبة له هي تقييم ردود فعل الحلفاء في الشرق الأوسط قبل الإقدام على أي خطوة قد تهزّ التوازنات الإقليمية.
نتنيـ ـاهو يشعل النار… وترامب يطفئها؟
رئيس الوزراء الإسـ ـرائيـ ـلي بنيامين نتنيـ ـاهو كان قد فجّر القنبلة السياسية يوم الجمعة، حين أعلن اعتراف حكومته بأرض الصومال كـ أول دولة في العالم تقدم على هذا الاعتراف، في خطوة أثارت دهشة المتابعين وتساؤلات الدول العربية والإفريقية على السواء.
لم يكتفِ نتنيـ ـاهو بذلك، بل تعهّد بنقل هذا الموقف مباشرة إلى ترامب خلال لقائهما المرتقب يوم الاثنين، في محاولة واضحة لدفع الولايات المتحدة نحو تبني الخطوة نفسها.
أرض الصومال: طموح دولة تبحث عن اعتراف… وإسـ ـرائـ ـيل تفتح لها الباب
الاتصال الذي جمع نتنيـ ـاهو برئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله أظهر حجم القفزة السياسية التي تسعى إليها المنطقة الانفصالية، حيث أعلن رئيسها رسميًا رغبته في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام والانخراط في تحالفات جديدة تغير خريطة القرن الإفريقي.
لكن بين اندفاع نتنيـ ـاهو وحذر ترامب… تظل الدولة الوليدة في انتظار قرار أميركي قد يقلب الموازين.
هل تبدأ واشنطن لعبة جديدة في القرن الإفريقي؟
تصريح ترامب أعاد خلط الأوراق:
هل ستُقدم الولايات المتحدة على خطوة تعترف بها، فتكسر قواعد اللعبة التقليدية في القرن الإفريقي؟
أم سيظل الملف معلقًا، في انتظار تفاهمات إقليمية ودولية أعمق؟
الواضح حتى الآن أن واشنطن لا تريد أن تُجرّ إلى ساحة صراع جديدة، بينما تتحرك إسـ ـرائـ ـيل بسرعة غير مسبوقة لتوسيع نفوذها السياسي.
وفي ظل هذا التجاذب…
تبقى “أرض الصومال” على أبواب الشرعية الدولية، تتأرجح بين الاعتراف والانتظار.