أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية مشروع «تقييم استهلاك الطاقة بالمنشآت الطبية»، ضمن برنامج التحول الأخضر للرعاية الصحية والطاقة الشمسية، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في خطوة تستهدف رفع كفاءة التشغيل وتعزيز الاستدامة البيئية داخل المنشآت الصحية.

وأعلنت الهيئة اختيار محافظة الأقصر لتكون باكورة تطبيق المشروع، على أن تشمل المرحلة الثانية محافظات الإسماعيلية والسويس وجنوب سيناء، تمهيدًا لتعميمه تدريجيًا على باقي محافظات منظومة التأمين الصحي الشامل، وفق خطة متكاملة تعتمد على أسس علمية ومعايير دولية.

وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن المشروع يُعد أحد المحاور الاستراتيجية لتحسين كفاءة تشغيل المنشآت الصحية، مشيرًا إلى أن ترشيد استهلاك الطاقة يمثل عنصرًا رئيسيًا لضمان استدامة الخدمات الصحية وتحسين جودة الرعاية المقدمة للمواطنين.

وأوضح رئيس الهيئة أن المرحلة الأولى بالأقصر شملت تقييم استهلاك الطاقة في خمس منشآت طبية، هي: مستشفى طيبة التخصصي، مستشفى الكرنك الدولي، مركز طب أسرة إسنا، وحدة طب أسرة الشغب، ووحدة طب أسرة أرمنت الوابورات، وذلك من خلال قياسات دقيقة لكافة الأنظمة والمعدات الحيوية، مع مراجعة شاملة لمدى توافقها مع الأكواد والمعايير المصرية والعالمية.

وأشار إلى أن أعمال التقييم تضمنت فحص كفاءة استهلاك الطاقة لأجهزة الأشعة والتعقيم، والمطابخ، وأنظمة التكييف، والغلايات، والإضاءة، والسخانات، وأنظمة مكافحة الحريق، وطلمبات المياه، وغيرها من الأنظمة المؤثرة، بما يتيح تحديد أوجه القصور ووضع حلول هندسية وتكنولوجية قابلة للتنفيذ.

وأضاف الدكتور السبكي أن المشروع يُنفذ وفق منهجية علمية متكاملة تشمل جمع وتحليل بيانات الاستهلاك، وإجراء زيارات ميدانية وقياسات فعلية، وإجراء مقابلات مع فرق العمل، وصولًا إلى إعداد توصيات نهائية قائمة على معايير التدقيق الطاقي العالمية، مع دراسة فرص الاعتماد على الطاقة المتجددة وتقييم الجدوى الاقتصادية والعائد على الاستثمار.

وأكد أن الشراكة مع منظمة اليونيسف تمثل نموذجًا فعّالًا للتعاون الدولي الداعم للإصلاح الصحي والتحول الأخضر، وتعكس أهمية توظيف الخبرات العالمية في تطبيق أفضل الممارسات البيئية والإدارة الرشيدة للموارد، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030.

وشدد رئيس الهيئة على أن نتائج المشروع ستسهم في بناء نموذج وطني مستدام لإدارة الطاقة داخل المنشآت الصحية، قابل للتوسع والتعميم، بما يدعم إنشاء منظومة صحية حديثة وذكية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد لخدمة المواطن.

ويُنفذ المشروع تحت إشراف الدكتور محمود الديب، مساعد المدير التنفيذي لشؤون التخطيط والخرائط الصحية ومدير المكتب الفني لرئيس الهيئة، وبمشاركة عدد من أعضاء المكتب الفني، في إطار متابعة فنية دقيقة تضمن تنفيذ أعمال التقييم وفق أعلى المعايير الهندسية المعتمدة.