بعد صراع طويل مع المرض ودعت المحلة بالدموع واحدا من أهم نجوم الكرة فى تاريخ نادى غزل المحلة ومنتخب مصر وهو المدافع الموهوب ” صابر عيد ” الذى رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 66 عاما ، كان خلالها نموذجا رائعا للاعب الكرة فأحبته كل الجماهير بمختلف ميولها وانتمائها.. تعلم صابر الكرة علي يد الجيل الذهبي للفلاحين لكنه تفوق علي الجميع بعد أن زين اسمه في قائمة مصر بمونديال كأس العالم عام 90 في إيطاليا ، كما ترك بصمات رائعة لا تنسى خلال رحلة احترافه مع أندية مرباط وصحار العمانية .. وقع صابر عيد فى حب نادى غزل المحلة منذ طفولته حيث كان يعيش فى منزل مجاور للمقهى الذى يجلس عليه نجوم السبعينيات بقيادة عماشة وحنفى هليل وعمر عبد الله وعبد الرحيم خليل ، وكان يتولى فى أحيان كثيرة مهمة توصيل هؤلاء اللاعبين إلى تدريباتهم من خلال دراجة كان يستعيرها من دكان عم سعيد العجلاتى المجاور للمقهى ..وكانت هذه الرحلة اليومية بداية عشقه للكرة ونجوم المحلة والنادى ، وفى عام 1973 تم فتح باب الاختبارات للناشئين الجدد تحت 14 سنة ، فتقدم صابر الذى نال إعجاب عزت المالكى مدرب الأشبال بسبب مهاراته العالية فى التحكم بالكرة حيث كان أحد نجوم الكرة الشراب فى حوارى المحلة ، ولعب مع الجيل الذى ضم شوقى غريب وشريف الخشاب وخالد كرم واحمد حسن والمشاقى والبلعوطى وحسام عبد الغنى وذكى عبد الفتاح ، ورغم الفوز بجميع بطولات وجه بحرى التى حققها هذا الجيل ، إلا أن محمد حبيب المشرف على الكرة لم يعترف بها ، وصمم على تنظيم عدة مباريات قوية مع أندية الأهلى والزمالك والترسانة للوقوف على المستوى الحقيقى لهؤلاء اللاعبين والذين اثبتوا جدارتهم بالفعل بعد الانتصارات المتتالية التى حققوها .. شهدت مباراة جوت بلبيس فى موسم 77 / 78 البداية الحقيقية لصابر عيد مع الفريق الأول ، حيث شارك كبديل لمرعى لاعب خط الوسط الذى أصيب مع بداية المباراة ، وبسبب تألقه ومساهمته فى فوز الفريق بنتيجة اللقاء بهدف للاشىء ، حصل على مكافأة 25 جنيه قدمها هدية لوالده تعبيرا عن حبه وتقديره له .. وبسبب طوله الفارع استعان به الكابتن المعداوى مدرب المحلة لسد العجز فى خط الدفاع خلال مواجهة صعبة أمام الأولمبى حيث نجح فى القضاء على خطورة السويسى أفضل مهاجميه ، وبعد رحيل المعداوي تولي السياجي مسئولية الفريق بعد اعتزاله الكرة وصمم علي الدفع به في مركز الليبرو حيث أكد له أن هذا المركز سيكون باب مروره لصفوف المنتخب .. لعب صابر عيد وتألق مع ثلاثة أجيال للمحلة بداية من جيل السبعينيات ونهاية بجيل التسعينيات ، ورغم أن انضامه لصفوف المنتخب جاء متأخرا بعد أن بلغ من العمر 30 سنة ، إلا أن شهادة كابتن محمود الجوهرى جاءت لتنصفه ، حيث أكد بأنه كان يستحق اللعب لصفوف للمنتخب منذ فترة طويلة ، وقد شارك صابر مع منتخب مصر فى 21 مباراة دولية ، أبرزها 4 مباريات في مشوار تصفيات كأس العالم فاز خلالها المنتخب علي مالاوي وكينيا 1 / 0 ، 2 / 0 والخسارة بهدف أمام ليبيريا والتعادل مع كينيا 0/0 وكذلك الفوز علي أثيوبيا وزائير في تصفيات أمم فريقيا 6/0 ، 2/0 ، وكان الوصول لكأس العالم فى إيطاليا عام 1990 هو خير تتويج لمشوار صابر عيد مع الكرة حيث كان اللاعب الوحيد فى تاريخ نادى غزل المحلة الذى مثل مصر فى المونديال بعد غياب 56 عاما ، وكان أساسيا ضمن قائمة ال 16 لاعبا فى المباريات الثلاث حيث قرر الجوهرى الدفع به فى لقاء انجلترا بعد إصابة هانى رمزى ولكن جاء هدف الانجليز خلال فترة الاحماء ليربك الحسابات حيث تم الدفع بعادل عبد الرحمن لدعم الهجوم .. وفى عام 1993 اعتزل صابر عيد الكرة واتجه لمجال التدريب وعمل مساعدا مع الكابتن محمود الشناوى ، ثم عمر عبد الله ، بعدها تولى تدريب نادى اتحاد كلباء الاماراتى ، ثم الاتفاق السعودى لمدة 9 سنوات.