
بقلم: فائقة عبد النعيم
وهو الخليفة الذي إجتمعت فيه الصفات التي اشتهرت بها الأسرة الكريمة من نبل وقوة وشجاعة وذكاء ومرؤة إنها الأسرة الهاشمية.
فهو إبن أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف٠
ولد علياً داخل الكعبة وكرم الله وجهه عن السجود للأصنام أنه فتح عينيه علي الأسلام وتربي في بيت خرجت منه الدعوة الأسلامية وجمعت بينه وبين صاحب الدعوة قرابة مضاعفة فهو إبن عمه وربيبه الذي نشأ في بيته ونعم بعطفة وأسلم وهو في العاشرة وكان أول صبي دخل الإسلام.
وذات يوم رأي ابو طالب علي َمع النبي عليه الصلاة والسلام في شعب مكة يصليان ويتعبدان فقال للنبي عليه الصلاة والسلام يابن أخي ما هذا الذي أراك تدين به؟
فقال عليه الصلاة والسلام هذا دين الله ودين الملائكة ورسله ودين أبراهيم بعثني الله به رسولاً إلي العباد وأنت أحق أن من بذلت له النصيحة ودعوته إلي الهدي وإحق من أجابني إلي الله تعالي وأعانني عليه .
فقال أبو طالب لا أستطيع أن أفارق دين أبائي وكانوا عليه!! ولكن هذا لم يمنع علي من مواصلة مسيره مع رسول الله صل الله عليه وسلم وكان يؤمن في قرارة نفسه بإن رسول الله يدعو إلي دين الحق والعدل وكرامة الإنسان .
وذات يوم وقف رسول الله صل الله عليه وسلم بين القوم بعد إن دعاهم وجمعهم حوله ثم قال والله ما أعلم احداً جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخيري الدنيا وَالإخرة٠
ثم قال أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم شئ ٠ إني لكم نذير مبين، بين يدي عذاب أليم فرد عليه عمه أبي لهب رداً عنيفاً وقال تباً لك ألهذا جَمعتنا؟
ولكن رسول الله صل الله عليه وسلم لم ييأس بل صبر وصابر وقال ( أدعوكم إلي كلمتين خفيفتين علي اللسان ثقيلتين في الميزان
١- أشهد إن لا إله إلا الله ٢ـ وأن محمداً رسول الله فمن يجيبني إلي هذا الأمر يؤازرني عليه) ِ؟ فنهض الفتي علي وسط تلك الجموع وقال أنا يارسول الله وإنا أحدث منهم سناً ولم يرد منهم أحد ٠
وعن شجاعته وقوته وشهامته له موقف يدل علي ذلك ففي غزوة أُحد خرج من صفوف المشركين ( ابَي سعده بن أبي طلحة) وراح ينادي علياًِ ليبارزه فخرج إليه علي في شجاعة وأقدام ويلتقي المبارزان في مبارزة حامية ويضربه علي ضربة شديدة أوقعته علي الأرض وتمكن سيف الإمام منه وهو ملقي علي الأرض يتلوي من الألم ولا يكاد علي يهم بالقضاء عليه حتي إنحسر الرداء وينكشف جسمه، فيغض علي بصره ويستحي أن يقتله ويرفع سيفه عنه ويعود لصفوف المسلمين.
وبهذا يضرب علي للناس المثل في التسامح والعفو عند المقدرة حتي مع أعداء الله، فلا ينسي شهامته وأخلاقه حتي في ميادين القتال رضي الله عنه وإرضاه٠
ولنا بقية في الجزء الثاني إم شاء الله