أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع ممنهج يعد “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط من أجل وقف هذا الانتهاك الإنساني الصارخ.

وقال مدبولي، في تصريحات صحفية خلال مؤتمر عقده اليوم الثلاثاء، إن مصر لم تدخر جهدًا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 1,200 شاحنة مساعدات تم تجهيزها وتحميلها لصالح أهالي غزة، إلا أن الكثير منها تعرّض للتلف بسبب التأخير المتعمد على المعابر.

“تحمّلنا كدولة خسائر مادية ضخمة، لكننا مستمرون في دعمنا… لن نتقاعس لحظة عن مساندة أشقائنا في فلسطين”، أضاف مدبولي.

حملة ممنهجة ضد الدور المصري

وانتقد رئيس الوزراء ما وصفه بـ”حملة منظمة للإساءة إلى الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية”، مؤكدًا أن مصر تتحرك في هذا الملف بدوافع إنسانية وتاريخية، دون انتظار إشادة أو مكاسب سياسية.

وأضاف:

“نواجه اتهامات غير منصفة بينما نقوم بواجبنا تجاه الأشقاء، نفتح المعابر، نستقبل الجرحى، ونرسل القوافل يوميًا، ومع ذلك نُهاجَم.”

تضامن عملي على الأرض

من جانبها، كشفت وزيرة التضامن الاجتماعي أن مصر قدمت نحو 4,500 طن من المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب، بينما أعلنت وزارة الصحة استقبال آلاف الحالات الطبية، وتنفيذ ما يزيد عن 5,000 عملية جراحية للجرحى الفلسطينيين.

كما أوفدت الدولة 150 سيارة إسعاف إلى المناطق الحدودية، وساهمت في تحصين نحو 27 ألف طفل فلسطيني ضمن جهود الاستجابة السريعة.

دعوة للضمير العالمي

وشدد مدبولي على أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل الصمت، وأن استخدام “سلاح التجويع ضد المدنيين” هو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.

واختتم تصريحاته بالقول:

“ندعو العالم أجمع أن ينظر إلى غزة لا كأرض محاصرة، بل كجرح مفتوح في ضمير الإنسانية