
بقلم: فائقة عبد النعيم
فلم يدفنوه ورجموه ٠ ثم جاءوا برجل مكانه وكان صالحاً وعندما حضرته الوفاه قال له سليمان إنصحني أين أذهب فقال له لا أعلم إلا رجل بنصيبين أذهب إليه وعندما ذهب لا يمر كثيراً حتي حضرته الوفاه فقال له مثل ما قال للأسقف السابق فقال له أذهب بعمودية أرض الروم ستجد رجل بمثل ما نحن عليه فذهب ولم يمر زمن إلا وحضرته الوفاه ٠فقال له دلني إلي أين أذهب لقد وصاني اربع وها أنت فأوصني٠
فقال له لقد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم يهاجر من الحرم إلي إرض بها نخيل ٠ وفيه علامات لا تخفي: بين كتفيه خاتم النبوة ولا يأكل الصدقات ويقبل الهدية ثم مات هذا الأسقف بعد أن عرف سليمان صفات النبي عليه السلام ٠
فقابل رجلان من تجار العرب فقال لهم آتحملوني معكم لأرض العرب وأعطيكم عمامتي وبقراتي فحملوه وعندما جاءوا لأرض العرب باعوه ليهودي حتي قدم يهودي من بني قريظة فاشتراه من اليهودي وبقي.
بقي سليمان عند يهودي بني قريظة , حتي قدم عليه الصلاة والسلام من مكة إلي المدينة مهاجراً وقدم إلي اليهودي أحد أقاربه ليبلغ بقدوم النبي وقال لليهودي :
قاتل الله الأوس والخزرج إنهم يجتمعون في قباء برجل يزعمون أنه نبي قدم من مكة ٠وعندما سمع سليمان هذا الخبر أخذته رعشة شديدة ونزل من مكانه مسرعاً ليسأل عن هذا الخبر فلطمه اليهوذي لطمة شديدة وقال له مالك إنت وهذأ أرجع ألي عملك ثم جمع سليمان بعض الطعام وذهب لرسول الله صل الله عليه وسلم وقدم له الطعام فلم يقبله وقال لمن معه كلوا أنتم ثم ذهب وأحضرمعه فاكهة فقبلها عليه الصلاة والسلام فتأكد سليمان من انه النبي ثم استدار ليري خاتم النبوة وعرف عليه الصلاة والسلام فأنزل ردائه حتي أظهر خاتم النبوة وهنا إطمأن سليمان وقرر الذهاب مع رسول الله عليه وسلم.
وعمل رسول الله عليه الصلاة والسلام علي تحريره من اليهودي فجمع أصحابه ليخلصوه من عبوديته وأصبح من أفضل الصحابة ٠
وهذا مختصر وجيز لقصة سليمان الفارسي الذي أعطي مثالا لمن يبحث عن دين الحق حتي لو كلفه ذلك الفرار من الأرض التي نبت فيها وترك اهله وماله وترك الجاه والعز ولم يشغله إلا دينه حتي هداه الله إليه ٠وكان لم يكن له دين ولا ملة ونحن خلقنا علي دين الله الحق ولم نشكر ولم نقوم بالواجب الذي فرضه الله علينا فإين نحن من سليمان الفارسي٠ أنفعنا الله بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا.