في خطوة جديدة تعزز من قدرات الدفاع الجوي المصري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع محتملة لمنظومة الدفاع الجوي المتقدمة NASAMS إلى مصر، بقيمة تقدر بحوالي 4.67 مليار دولار.

تشمل الصفقة توريد أنظمة NASAMS ومعدات الدعم اللوجستي، إلى جانب برامج تدريب وصيانة تهدف إلى تعزيز قدرة مصر على التصدي للتهديدات الجوية المتطورة، وهو ما يمثل دفعة قوية لمنظومة الدفاع الجوي المصري في ظل التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة.

ما هي منظومة NASAMS؟

تُعد منظومة NASAMS (National Advanced Surface-to-Air Missile System)، والتي طورتها شركتا RTX (رايثيون تكنولوجيز) الأمريكية وKongsberg Defence & Aerospace النرويجية، من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا على مستوى العالم.

تعتمد المنظومة على صواريخ أرض-جو من طراز AMRAAM، وتتميز ببنيتها المفتوحة، التي تسمح بالتحديث المستمر ودمج تقنيات جديدة بسهولة. كما تضم رادارات متطورة، ووحدات قيادة وتحكم، ومنصات إطلاق عالية الدقة.
وتوفر NASAMS تغطية دفاعية ضد مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك:

الطائرات المقاتلة

المروحيات

الطائرات بدون طيار (الدرونز)

صواريخ كروز

وتُستخدم المنظومة حاليًا في 13 دولة حول العالم، منها الولايات المتحدة التي تعتمد عليها لحماية منطقة العاصمة واشنطن منذ عام 2005، إضافة إلى دول مثل النرويج، أوكرانيا، وقطر.

أهمية الصفقة لمصر

تأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه ساحات القتال العالمية، لا سيما في أوكرانيا، تصاعدًا في استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة ضد البنية التحتية والمنشآت الحيوية، وهو ما يُبرز الحاجة إلى أنظمة دفاعية متقدمة قادرة على التعامل مع هجمات الإغراق الجوي.
ويرى مراقبون أن امتلاك مصر لمنظومة NASAMS سيشكل نقلة نوعية في منظومتها الدفاعية، خصوصًا أن هذه الأنظمة كانت سابقًا محظورة على القاهرة بفعل ضغوط سياسية، أبرزها من الجانب الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق باستخدام صواريخ AMRAAM و AIM-9X.

توازن العلاقات العسكرية… ورسائل استراتيجية
تأتي هذه الصفقة في سياق سياسة مصرية واضحة تقوم على تنويع مصادر السلاح، إذ تجمع القاهرة بين التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وشراء أسلحة ثقيلة من روسيا والصين، وهما من أبرز خصوم واشنطن في الساحة الدولية.
ويطرح هذا التوجه تساؤلات بشأن قدرة مصر على الحفاظ على توازن العلاقات الدفاعية مع القوى الكبرى الثلاث، خاصة في ظل ما يشهده العالم من استقطاب سياسي وعسكري متصاعد.

خلاصة
تمثل الصفقة خطوة استراتيجية هامة للقاهرة لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتصاعدة، كما تفتح الباب أمام احتمالية حصول مصر على أسلحة أمريكية متقدمة كانت مقيدة في السابق.
ومع مواصلة القاهرة السير في طريق التوازن بين الشرق والغرب، يبقى السؤال:
هل تنجح مصر في الحفاظ على علاقات مستقرة ومتوازنة مع واشنطن، وموسكو، وبكين في آنٍ واحد؟.