
كتبت: سلمى فتحي
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن كل حالة انتحار في صفوف الجنود “تثير الألم”، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية “تستخلص العبر” وتسعى لتعزيز نظامها في مجال الصحة النفسية. التصريح جاء في وقت تتصاعد فيه التساؤلات داخل إسرائيل بشأن تكرار حالات الانتحار بين الجنود، وفعالية الإجراءات الوقائية المتبعة داخل الوحدات العسكرية.
يبدو واضحاً من النبرة الرسمية أن الجيش يحاول امتصاص ردود الفعل السلبية، خاصة مع التقارير المتداولة عن ارتفاع معدلات الانتحار، والتي باتت تشكّل مصدر قلق حقيقي داخل المؤسسة الأمنية. وعلى الرغم من تأكيدات الجيش بتوسيع خدمات الدعم النفسي وزيادة عدد المختصين، إلا أن هناك انتقادات تتعلق ببطء التعامل مع الحالات، وثقافة عسكرية لا تزال تنظر إلى المعاناة النفسية كنوع من الضعف يجب إخفاؤه.
الجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على جنود في سن مبكرة يخدمون خدمة إلزامية، يواجه تحديات متزايدة في التعامل مع ضغوط الحرب والتوترات المستمرة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الوضع النفسي للجنود. وبين الاعتراف الرسمي والتطبيق العملي، تبقى فعالية “تعزيز نظام الصحة النفسية” مرهونة بمدى قدرة المؤسسة على تجاوز النظرة التقليدية والانفتاح على حلول أكثر عمقاً وشفافية.
