
كتبت : سلمى فتحي
وأسماء، في الحادث على الطريق الإقليمي.
كانت الفتيات الثلاث في طريقهم إلى العمل عندما وقع الحادث، مما أدى إلى وفاتهن جميعًا. تجلس الأم في بيتها البسيط، تتوسط ملابس بناتها الثلاث، تتحسس أنفاسهن في الهواء، ولا تجد إلا الذكرى.
قالت الأم وهي ترتعش: “بناتي التلاتة ماتوا… يارب صبرني.. أنا مش قادرة.. أنا كنت شايلة همهم وهم صغيرين، كنت بقول لما يكبروا يشيلوني.. بس دلوقتي أنا هشيل ذكراهم بس؟”
كانت أيه تحضر لجهازها، وسمر تحوش لكي تكمل دراستها، وأسماء تحب أن تغني بصوتها الجميل في الفجر. خرجت الفتيات الثلاث من الباب الذي خرجن منه للدنيا، لكن هذه المرة رجعن في صمت، ملفوفين في الأكفان.
تقول الأم إن بيتها كُسر ثلاث مرات في نفس اليوم، حيث فقدت ثلاث بنات في لحظة واحدة. أثار هذا الحادث المأساوي مشاعر الحزن والأسى في قلوب كل من عرف الفتيات الثلاث. وتذكّر الجميع بمدى هشاشة الحياة وقسوة القدر أحيانًا.
