متابعة /سيد زعزوع
طلائع الجيش يعبر كهرباء الإسماعيلية بركلات الجزاء الترجيحية ويبلغ ربع النهائي
لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الأهلي يتخيل أن تنتهي ليلة كأس مصر بهذه الصورة القاسية.
خرج سيد الكأس، وأكثر الأندية تتويجًا بالبطولة، من الباب الضيق، تاركًا خلفه صمت المدرجات الخالية ووجع الأسئلة الثقيلة، بعد خسارة صادمة أمام المصرية للاتصالات، لتتحول محاولة استعادة اللقب إلى كابوس جديد يضاف إلى ذاكرة الجماهير الحمراء.
على استاد السلام، أُقيمت مواجهة الأهلي والمصرية للاتصالات ضمن منافسات دور الـ32 من بطولة كأس مصر، بإدارة تحكيمية للحكم حمادة القلاوي، وسط أجواء استثنائية خلت من الجماهير، حتى باتت أصوات اللاعبين وتعليمات الأجهزة الفنية هي الأعلى داخل الملعب.
دخل الأهلي اللقاء بحثًا عن استعادة لقب غاب عنه في الموسمين الماضيين، وهو الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالكأس (39 لقبًا)، فيما قاد المصرية للاتصالات المدير الفني النيجيري أليو زوبيرو، في سابقة تاريخية كأول مدرب نيجيري يتولى القيادة الفنية لفريق مصري.
وشهدت المباراة دقيقة حداد على روح والدة نائب رئيس نادي المصرية للاتصالات، في لفتة إنسانية سبقت صافرة البداية.
فرض الأهلي سيطرته منذ الدقائق الأولى، وشن هجومًا متواصلًا، لكنه اصطدم بإهدار الفرص وسوء اللمسة الأخيرة.
وجاءت أولى المحاولات الخطيرة في الدقيقة 30 بتسديدة قوية من المهاجم النيجيري تصدى لها محمد سيحا حارس الأهلي.
وقبل نهاية الشوط الأول، نجح الأهلي في فك شفرة الدفاعات، بعدما أرسل طاهر محمد طاهر عرضية متقنة من الجهة اليسرى، قابلها عمر كمال عبد الواحد بتسديدة قوية على يمين حمزة أبو العلا، حارس المصرية للاتصالات، مسجلًا هدف التقدم في الدقيقة 41، وهو الهدف السادس له بقميص الأهلي خلال 51 مباراة في مختلف البطولات.
لكن الكأس لا تعترف بالأسماء ولا التاريخ.
ففي الدقيقة 81، عاد لاعب الأهلي السابق مصطفى فوزي ليصعق فريقه القديم، بتسديدة قوية استقرت على يمين الحارس وسط زحام داخل منطقة الجزاء، معلنًا هدف التعادل.
امتدت المباراة إلى الأشواط الإضافية، وزادت متاعب الأهلي بعد طرد طاهر محمد طاهر في الدقيقة 95.
واستغل المصرية للاتصالات النقص العددي، ليهز الشباك في الدقيقة 110 مسجلًا هدفًا ثانيًا أشعل واحدة من أكبر مفاجآت البطولة.
مرت الدقائق الأخيرة دون جديد، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا فوز المصرية للاتصالات بنتيجة 2-1، وإقصاء الأهلي مبكرًا من بطولة كأس مصر.
ويُؤخذ على المدير الفني للأهلي ييس توروب عدم الاعتماد على التشكيل الأساسي في مواجهة غزل المحلة بكأس عاصمة مصر، وهو ما دفع الفريق ثمنه بدنيًا وفنيًا في لقاء الكأس، ليجد الأهلي نفسه خارج البطولة في صدمة جديدة لجماهيره.
وبهذه النتيجة، يضرب المصرية للاتصالات موعدًا مع فريق فاركو في دور الـ16.
طلائع الجيش يعبر كهرباء الإسماعيلية ويبلغ ربع النهائي
وفي مباراة أخرى، تأهل طلائع الجيش إلى دور الثمانية من بطولة كأس مصر بعد فوزه على كهرباء الإسماعيلية بركلات الترجيح (4-2)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1.
تقدم طلائع الجيش في الدقيقة 30 عن طريق محمد عاطف برأسية مميزة، بينما خطف كهرباء الإسماعيلية هدف التعادل في الدقيقة 90 عبر عبد الله مارادونا، لتمتد المباراة إلى شوطين إضافيين ثم ركلات الترجيح، التي ابتسمت لصالح طلائع الجيش.
وينتظر طلائع الجيش في الدور المقبل الفائز من مواجهة الزمالك وبلدية المحلة.
رأي مشجع أهلاوي قبل أن يكون كاتب
ما حدث في استاد السلام لم يكن مجرد خسارة مباراة، بل كان صفعة موجعة على وجه تاريخ الأهلي وهيبته في بطولة اعتادت أن تنحني له.
جماهير الأهلي لا تغضب من الهزيمة بقدر غضبها من غياب الروح، ومن الإحساس بأن قميصًا صُنع بالعرق والدم يُدار أحيانًا بلا إدراك لقيمته.
الكأس بطولة لا تعترف بالتجارب ولا تحتمل الحسابات، ومن لا يدخلها بعقله قبل قدميه يدفع الثمن قاسيًا.
الخروج المبكر ليس نهاية العالم، لكنه إنذار صارخ بأن الأهلي حين يستهين، يسقط… وحين يسقط، يكون السقوط مدويًا يوجع قلوب جماهير لم تتعلم يومًا إلا لغة الانتصار.

