في سباق اقتصادي شرس، تُعلن مصر عن واحدة من أكثر خططها جرأة خلال السنوات الأخيرة: استقبال 19 مليون سائح بحلول يونيو 2026.
هدف ليس مجرد رقم… بل إشارة سياسية واقتصادية بأن القاهرة تدخل مرحلة جديدة من المنافسة الإقليمية على خريطة السياحة العالمية.


✦ لماذا هذه الخطة تُعد “قنبلة اقتصادية”؟

قطاع السياحة ليس ترفاً لمصر… بل شريان حياة يضخ عملة صعبة، ويُشغل آلاف العمال، ويحرّك ما يزيد عن 70 صناعة مرتبطة به — من الفنادق والنقل، حتى المنتجات الغذائية والمشروعات الصغيرة.

ووفق تصريحات رسمية، فإن الدولة بدأت بالفعل في:

ضخ استثمارات في المطارات الجديدة.

توسيع الطاقة الفندقية.

تسهيل التأشيرات إلكترونياً.

تطوير البنية التحتية في المدن الساحلية والأثرية.

بمعنى آخر… المعركة بدأت على كل المستويات لجذب السائح قبل منافسي المنطقة.


✦ ما وراء المشهد: هل الهدف قابل للتحقيق؟

رغم الطموح الكبير… تبقى الأسئلة مشتعلة:

هل ستواكب الخدمات حجم هذا التدفق؟

هل تستعد المقاصد السياحية لاستقبال ملايين إضافية دون ضغط؟

وهل ستتمكن مصر من الحفاظ على استقرار سعر الصرف لجذب واستبقاء السائح؟

هذه الأسئلة ليست تشكيكاً… بل مؤشرات يجب مراقبتها بدقة خلال العامين المقبلين.


✦ ماذا يعني هذا على أرض الواقع للشارع المصري؟

الطفرة السياحية القادمة قد تغيّر شكل السوق بالكامل:

ارتفاع الطلب على الغذاء، الألبان، الزبدة، الجبن، والمأكولات المحلية.

ازدهار المنتجات الريفية والبيوتيكية.

فرص عمل جديدة في السياحة والخدمات.

مبيعات أعلى للتجار وأصحاب المشروعات الصغيرة.

وبالنسبة لروّاد الأعمال — وخاصة من يعملون في المنتجات الغذائية الريفية — فإن السوق قد ينفتح على جمهور لم يكن متاحاً من قبل.


✦ الخلاصة

مصر لا تضع هدف 19 مليون سائح للمجرد التصريح… بل تُعلن عن دخول مرحلة اقتصادية جديدة ستنعكس على كل بيت وكل مشروع وكل جيب.

عام 2026 قد يكون العام الذي تُعاد فيه صياغة خريطة السياحة… وربما خريطة الاقتصاد المصري بالكامل.