الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية هي لغة مصر للعالم واستراتيجية حضارية وليست “ذوقًا محليًا” و​يجب أن ننظر إلى هذه الفعاليات الكبرى الموجهة للوفود الأجنبية من منظور الدبلوماسية الثقافية، وليس من زاوية الذوق الفني الشخصي.

هذا الحفل لم يُصمم ليُلبي تفضيلات “تامر وشوقية” أو ليصبح مولد يغني فيه الاغاني الشعبية او المحلية ؟”

إن محاولة تقييم حدث دولي بمعايير فنية شعبية محلية هو إغفال متعمد للسياق التاريخي والبروتوكول العالمي،​فالأوبرا: لغة الفن الكبرى و إن اختيار الموسيقى الكلاسيكية، والأوبرا، والعروض الاستعراضية الكبرى ليس اختيارًا عبثيًا، بل هو قرار مدروس يستند إلى أسس تاريخية وثقافية راسخة.
​لغة عالمية موحدة: الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية تشكلان لغة فنية عالمية موحدة لا تحتاج إلى ترجمة. إنها جسر ثقافي تفهمه الوفود الأوروبية والآسيوية والأمريكية على اختلاف خلفياتها، وتعد جزءًا أصيلًا من تراثها الفني.


​الرسوخ والاحترافية: هذه الفنون هي المعيار الذي تزن به الأمم مدى رسوخها وعمقها الثقافي. عندما تقدم مصر حفلًا بهذه الجودة الفنية والتقنية، فإنها لا تعرض مجرد موسيقى، بل تؤكد قدرتها على تنظيم فعاليات بمعايير عالمية لا تقل عن كبرى العواصم الفنية.


​إحياء التقليد المصري: لا ننسى أن مصر كانت رائدة في هذا المجال؛ فقد كانت القاهرة أول مدينة في الشرق الأوسط وأفريقيا تضم دار أوبرا (في 1869)، ما يؤكد أن هذا الفن ليس دخيلًا بل جزء من تاريخنا المعاصر في الانفتاح على العالم..
​إن استمرار البعض في تبني الروح الناقدة التي تبحث عن النقص في كل زاوية، هو موقف لا يخدم المصلحة الوطنية في مثل هذه المحافل.

عندما يتجه نقدنا نحو نوع الفن المقدم، فإننا في الحقيقة نُشمت في أنفسنا ونغفل عن الهدف الاستراتيجي للحدث:بتقديم صورة راقية ومبهرة أمام الشاشات العالمية لجذب السياحة النوعية، وإظهار مصر كدولة ذات عمق تاريخي وحاضر فني متطور.
​لا يوجد شيء كامل بشكل مطلق. لكن من غير المنطقي تجميد الفرحة والاحتفال بمنجز حضاري عظيم لمجرد رغبتنا في رؤية فن آخر. يجب أن ندعم هذه الجهود ونركز على الجوانب الإيجابية التي ترفع من قيمة بلدنا دوليًا٠

وإلى اللقاء في المقال القادم عن :

ماذا لو تم إقرار يوم ١ نوفمبر كيوم للحفاظ على التراث والحضارة المصرية؟