افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد حدث أثري أو ثقافي، بل لحظة إنسانية كبرى شعر بها العالم كله.
ففي تلك الليلة التي أضاءت فيها الأهرامات واستيقظت ملامح الحضارة من جديد، كانت القلوب على اختلاف لغاتها تخفق مع نبض القاهرة، وكانت الشاشات — من فيسبوك إلى إنستغرام وتيك توك — تتزين بوسم واحد: #مصر_تبهر_العالم.

لم يكن الحضور على الأرض فقط، بل على الفضاء الرقمي أيضًا. ملايين التفاعلات، صور، مقاطع قصيرة، وبث مباشر من كل مكان… العالم كله ترك صخبه المعتاد، ليقف أمام مجد الفراعنة، مدهوشًا من عبقرية المكان ومن قدرة مصر على أن تجمع بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.

لكن خلف هذه الصورة المبهرة، كانت هناك قصة أعمق — قصة وعي وامرأة وإعلام.
فالإعلام الرقمي اليوم لم يعد ناقلًا للخبر فقط، بل صانعًا للرأي العام ومشكّلًا للوعي الجمعي. والمرأة المصرية — بصوتها، وكاميرتها، ووعيها — كانت في قلب هذا المشهد؛ تصنع محتوى، وتُعلق، وتروي للعالم حكاية وطن ينهض من بين ركام التاريخ بثقة وجمال.

لقد أعاد المتحف المصري الكبير تعريف “القوة الناعمة” لمصر، ليس عبر القطع الأثرية وحدها، بل عبر الصورة الرقمية التي انطلقت كالعطر في فضاء الإنترنت.
إنها مصر التي تعرف كيف تُمسك بزمام السرد، وتعيد كتابة روايتها بيدها، وتقول للعالم: نحن لسنا فقط أصحاب الماضي، بل بناة المستقبل أيضًا.

وحين يلتقي التاريخ بالتكنولوجيا، والأنوثة بالوعي، والماضي بالميديا الحديثة، تتولد طاقة جديدة اسمها الانتماء.
وذلك ما فعله افتتاح المتحف المصري الكبير: لم يفتح أبوابًا من الحجر فحسب، بل فتح نوافذ في القلوب والعقول… لتتذكر البشرية كلها أن الحضارة التي علمت العالم الكتابة، ما زالت قادرة على أن تكتب فصول المجد من جديد.

المتحف ورؤية مصر 2030

في إطار رؤية مصر 2030 التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، يمثل المتحف المصري الكبير أحد أعمدة التنمية الثقافية والسياحية التي تراهن عليها الدولة كجزء من قوتها الناعمة.
فالمتحف ليس مجرد صرح أثري، بل مؤسسة تعليمية وثقافية وتكنولوجية تعيد تعريف مفهوم المتحف في العالم الحديث، وتربط بين الماضي المجيد والمستقبل الذكي.
إنها رسالة مصر إلى العالم بأن التنمية ليست فقط مصانع وجسورًا، بل وعيًا وهوية وثقافة حيّة.
ومن هنا، يصبح الإعلام الرقمي والمرأة معًا شريكين في هذه الرؤية؛ فهما صوت الحاضر، وذاكرة المستقبل، وأجمل ما يمكن أن تقدمه مصر للعالم: حضارة تعرف كيف تتجدد دون أن تنسى جذوره