✍ كتبت: زينب عادل – جريدة إرادة شعب
في وقت يُفترض أن تكون فيه المدارس منارات للعقل والانضباط، تحوّلت إحدى مدارس بنها إلى ساحة اشتباك وصخب بعد مشاجرة كلامية عنيفة بين معلم ومعلمة داخل مدرسة الشهيد النقيب أحمد سمير حجازي، انتهت بسقوط المعلمة مغشيًا عليها وسط ذهول الطلاب.
الواقعة التي أثارت ضجة داخل الإدارة التعليمية، دفعت المسؤولين إلى استبعاد مديرة المدرسة فورًا، وتكليف بديلة لحين انتهاء التحقيقات في ملابسات الحادث، وسط مطالبات بمحاسبة كل من تسبب في تشويه صورة العملية التعليمية.
مصادر بالتعليم أكدت أن الخلاف بدأ بمشادة بسيطة حول أحد الأمور الإدارية، لكن سرعان ما تحوّل إلى انفعال وصوت مرتفع داخل أروقة المدرسة، ما أحدث حالة من التوتر والارتباك بين المعلمين والطلاب.
القضية لم تعد مجرد مشاجرة بين زملاء عمل، بل جرس إنذار عن حالة الضغط والانفجار النفسي التي تعيشها منظومة التعليم في بعض المدارس، بين مسؤوليات مضاعفة، وإمكانات محدودة، وضغوط يومية قد تُفجر أبسط المواقف.
إن التعليم لا يُقاس بالمناهج فقط، بل بالقدوة والانضباط.
حين يفقد المعلم أعصابه، والمدير سلطته الهادئة، يُصاب الجيل كله بعدوى الفوضى.
هذه الحادثة ليست مجرد سطر في دفتر وقائع، بل مرآة تعكس ما يحدث حين يغيب الوعي، ويُستبدل الحوار بالصوت العالي.
ففي النهاية، المدرسة التي يعلو فيها الصخب لا تُخرّج علماء… بل تُخرّج أجيالًا غاضبة تبحث عن الاحترام المفقود.


