
كتبَت: زينب عادل
لم تكن سوى لحظات عابرة من الانفعال على طريق مزدحم، لكنها كانت كفيلة بأن تفتح باب الموت على مصراعيه.
في مشهد يعكس تصاعد ظاهرة العنف اللحظي، شهدت منطقة الهرم واقعة مأساوية بعدما أطلق سائق النار على شاب فأرداه قتيلًا، بسبب خلاف على أولوية المرور.
التحريات الأولية كشفت أن مشادة كلامية نشبت بين الشابين، سرعان ما تحولت إلى تراشق بالألفاظ والصدام الجسدي، قبل أن يخرج السائق سلاحًا ناريًا من نوع “خرطوش” ويطلق منه رصاصة أصابت المجني عليه في الرأس لتسقطه صريعًا في لحظة واحدة.
الأهالي هرعوا على صوت الطلقة، لكن الوقت كان قد فات.
سقط الشاب غارقًا في دمائه وسط ذهول الجميع، فيما حاول المتهم الهرب قبل أن تلقي قوات الشرطة القبض عليه والسلاح المستخدم.
وبمواجهة المتهم، ادعى أن الرصاصة خرجت عن طريق الخطأ أثناء إطلاقه النار في الهواء، إلا أن النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وقررت تشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة ومسار الطلقة بدقة.
وأعادت الجريمة فتح نقاش واسع حول تفشي الغضب في الشارع المصري، واستخدام السلاح كوسيلة “لتصفية الحسابات اللحظية”، في وقت طالب فيه مواطنون بتشديد الرقابة والعقوبات على حيازة الأسلحة غير المرخصة.
“طلقة واحدة أنهت حياة شاب وأحرقت قلب أسرة بأكملها.. لأننا ببساطة لم نتعلم بعد كيف نُوقف الغضب قبل أن يتحول إلى دم.”
