في لحظةٍ تشبه انتصار الوعي على الضجيج، فازت مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2026–2028، بعد أن حصدت 173 صوتًا داخل الجمعية العامة، لتثبت أن الإرادة المصرية ما زالت قادرة على فرض حضورها في الساحات الأممية بثقة ووقار.

هذا الفوز ليس مجرد رقمٍ يُضاف إلى سجل الدبلوماسية المصرية، بل هو تتويج لمسار وطني طويل من الإصلاح والتمكين والعدالة.
فمصر التي أعادت بناء مؤسساتها واستعادت استقرارها وسط عواصف المنطقة، تقدم اليوم للعالم نموذجًا يُحتذى في تحقيق التوازن بين أمن الدولة وحقوق المواطن، بين الكرامة الإنسانية ومسؤولية القيادة.

لقد اختار العالم مصر لأنها لم ترفع شعارات بقدر ما رفعت سقف الإنجاز، ولأنها تخوض معركة التنمية والوعي جنبًا إلى جنب مع معركة العدالة والمساواة.
اختارها لأنها أصبحت صوت الاتزان وسط صخبٍ دوليٍ يبحث عن معنى للسلام.

بهذا المقعد الأممي، تدخل مصر مرحلة جديدة من الحضور الدولي، لتقول للعالم أجمع:

إن حماية الإنسان ليست قرارًا دوليًا… بل عقيدة أمة.

وهكذا، تبقى مصر — كما كانت دائمًا — صاحبة الكلمة الهادئة في زمن الصخب، وصاحبة الموقف الصادق في زمن المصالح.