لم اجد ما اكتب عنه حالياً اقوى من الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي ترامب لمصر، فلم يكن مدهشاً بقدر ما كان مستحيلاً منذ أيام توقع زيارة مثلها وان نرى في هذا التوقيت من الزمان رئيس امريكا زائراً لدوله في الشرق الاوسط كمصر وهي تقود المنطقه العربيه في الوقت الذي يجتاح الوطن العربي اعاصير الحروب والتفتت والصراع الى جانب بلطجه من الكيان الصهيوني .

بالتاكيد هذا يدل على سياسه مصر الخارجيه الواعيه والمتزنه والتي اعادت لها بريقها ورونقها كقائد للشرق الاوسط وهذا لا يخفى على أحد، واكثر ما يدل عليه هو حاله المتابعه والتربص اليومي لمخرجات المشهد في غزه وتَحيُّن اللحظة المناسبة للانقضاض على اطماع الكيان الصهيوني المتغطرس، وقد كان !! تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة تحمل رسائل بالغة القوة، ولها دلالات سياسية دقيقة جدًا، اهمها :

🔸 “سوف أتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة.”

🔸 “لن يُجبر أحد على مغادرة غزة.”

🔸 “الكثير من الدول ستسهم في إعمار غزة.”

🔸 “المرحلة التالية ستشهد نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل.”ومع غياب نتنياهو من المشهد وسعي ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام وتقديم نفسه للعالم كرجل سلام، رضخ امام ما فعلته مصر لتكون أول مرة منذ سنوات لرئيس أمريكي يعلن صراحة انه سوف يحضر بنفسه إلى شرم الشيخ لحضور توقيع اتفاق سلام في الشرق الأوسط !! وهذا اعتراف مباشر ان مصر هي صاحبة المبادرة وصاحبة الأرض وقائدة الإقليم سياسياً وهي الآن تكتب الفصل الجديد من تاريخ المنطقة.

◼️مشهد سينمائي آخر لا يقل دهشة:خليل الحية القيادي في حماس، وقيادات غزة في حجرة والى جوارهم في الحجرة المجاورة مبعوث اسرائيلي أومبعوث أمريكي بصحبة وفدهم المرافق لبحث عملية انهاء الحرب بعد ايام من حاولة اغتيال قيادات غزة في قطر، ثم يخرج الحية وقيادات غزة امام العالم للإدلاء بتصريحات صحفية لقناة القاهرة الإخبارية وسط انتشار لقوات ال GIS وهي الفرق القتالية ذات المهارة العالية التابعة للمخابرات المصرية في مشهد لو تخيله أعتى مخرجي السينما في العالم لن يكون بهذا الأداء !!

◼️ونعود لأهم الدلالات في تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب :

◾اولا الاعتراف بسيادة مصر على الملف الفلسطيني بالكامل، وعلى اهم قضية في المنطقة والشرق الاوسط. ◾ثانياً تأكيد إن القاهرة هي العاصمة السياسية للسلام في الشرق الأوسط، بتأكيد قوله “سأتوجه إلى مصر” وليس “إلى إسرائيل” !!

◾رفض فكرة التهجير من غزة.

◾إطلاق مشروع إعادة إعمار غزة وهو ما يخلق واقع جديد في القطاع، ويفتح الباب لتحالف اقتصادي ضخم تشارك فيه دول عربية وغربية، بإشراف القيادة المصرية صاحبة اطلاق عملية انهاء الحرب.

◾نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل،وهو ما يعني ان الحرب فعلاً انتهت عسكريًا، والمشهد قد يتحوّل بالكامل إلى مرحلة الأمن والسياسة واعادة الإعمار.ويبقى المشهد الغائب وهو الموقف الإسرائيلي و الانقسام الداخلي وغياب نتنياهو، وهنا أهم حدث في هذه اللحظة، هو أن جلسة الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على الاتفاق بدأت من غير حضور نتنياهو !!

◼️المشهد الدولي والإقليمي وتكوين التحالف الجديد ورسم خطوط هذا التحالف لقيادة الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد غزة :

◾مصر القيادة السياسية والميدانية وطبعاً الضامن الأساسي للاتفاق بين أطراف الصراع ثم إدارة معبر رفح.

◾ الولايات المتحدة وتحديداً الرئيس دونالد ترامب – الراعي الدولي وصانع اللقطة التاريخية، والمحرك الدبلوماسي والإعلامي ليقدم نفسه حمامة السلام سعياً للحصول على جائزة نوبل للسلام !!

◾ الوسطاء في المفاوضات قطر وتركيا، للتمويل والاتصال غير المباشر مع الفصائل الفلسطينية

◾الاتحاد الأوروبي (فرنسا – ألمانيا – إيطاليا) – دعم سياسي ومشاركة رمزية في حفظ الاستقرار وتمويل الإعمار حال البدء فيه.

◾إسرائيل هنا مضطرة للامتثال وتنفيذ بنود الاتفاق، تحت ضغط ورقابة أمريكية ومصرية ثم دولية من الدول المذكورة.

◾ حماس والفصائل الفلسطينية – الطرف الذي كسب الشرعية السياسية بعد الجلوس على طاولة واحدة مع واشنطن وتل أبيب تحت مظلة مصر، في حلم لم يكن ليتحقق لولا تَحيُّن اللحظة التي فعلتها مصر وتحدثت عنه.

◼️اخطر مشهد قادم هو : يوم شرم الشيخ التاريخي والرئيس الأمريكي في مصر !! يحدث هذا خلال الأيام القادمة الحاسمة ، ومع وصول ترامب فعليًا إلى مصر، يبدأ العرض السينمائي والحدث الأضخم إعلاميًا وسياسيًا في تاريخ المنطقة الحديث، ومن داخل قاعة مؤتمرات دولية في شرم الشيخ وحضور رؤساء دول ووزراء خارجية كبار، ثم توقيع رسمي بحضور الرئيس السيسي وترامب ووفدي فلسطين وإسرائيل، في مشهد واحد و صورة واحدة ستغير وجه الشرق الاوسط بالكامل واعادة صياغة للتاريخ القديم من الصراع العربي الاسرائيلي .. لك ان تتخيل !!!!