وحقوق الصحبة كثيرة، وفي مجملها أن تحب له ما تحبه لنفسك من الخير وأن تكره له ما تكرهه لنفسك من الشر، وأن تنزله منزلة نفسك في الإهتمام بأموره، والسعي في مصالحه، وقضاء حوائجه، والسرور بمساره وأن تغتم بمكارهه، وأن تجتهد في إدخال السرور عليه بكل وجه أَمكنك، وأن تحفظه حاضراً وغائبَاً وحياً وميتاً، وأن تحسن الوفاء مع أهله وأولاده وأقاربه بعد مماته وفي حياته كذلك، وأن تمده بمالك عند الحاجة وإن آثرته علي نفسك كان أفضل، وهذا علي مثل السلف الصالح، رحمة الله عليهم فقد كانت لهم أفعال أصحابهم محودة ومشهورة، حتي كان أحدهم يأتي إلي بيت صديقه في غيبته فيأكل من طعامه، ويأخذ من متاعه ما أراد وكان الأخر يفعل مع أخيه كذلك : وقيل لبعضهم إخوك أحب إليك أم صديقك؟ فقال : إنما أحب أخي من النسب إذا كان صديقي ، وكان الرجل منهم يقوم بأولاد صديقه وأهله بعد وفاته، حتي إنهم لا يفقدون من أبيهم إلا وجهه وحكاياتهم في ذلك كثيرة ومعروفة!! وللأسف هذا أمر قد ذهب من زمن ولم يبقي من الأخوة في الله والصداقة إلا صور ورسوم لا فائدة فيها٠

اللهم أنر قلوبنا بنور الإيمان وألحقنا بالصالحين
.