بقلم: فائقة عبد النعيم
عرض عليه ابو بكر الإسلام فأسلم علي يديه، فقد كانت تجمع بينهما صداقة حميمة متينه ٠و سجل التاريخ أنه أحد الثمانية الذين سبقوا إلي الأسلام، أحد الخمسة الذين أسلموا علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد الستة أصحاب الشوري الذين عينهم عمر لتكون الخلافة فيهم من بعده لإن رسول الله صل الله عليه وسلم توفي وهو راض عنهم٠ هاجر وجاهد في سبيل رفع راية الأسلام، وقد تركت غزوة (أُحد) بصماتها علي جسده٠
لقد أصيب يومها بعشرين جرح ٠وقد عرف الطريق إلي الجنة فاستحقها بالبذل والعطاء وبذل النفس : لقد كان خبيراً بدنيا التجارة والمال وصاحبه التوفيق وَحلت البركةفي يديه : إنه يقول(ولقد رأيتني لو رفعت حجراً رجوت إن أصيب تحته ذهباً أوفضة) :
إن عبد الرحمن بن عوف من إعمدة الدعوة الأسلامية وممن إعدهم الرسول صل الله عليه وسلم لحمل الراية ونشرالإسلام فمن الحكمةأن لا تستنزف قوي ذلك الأوائل في الأسلام ولم يإت بعد دورهم وعنما هاجر المسلمين جميعاً إلي المدينه صَودرت تجارته وإمواله! وبدأوا َمن جديد في المدينة وعاش الَمهاجرين و الأنصار علي وفاق تام فقد أظهر الأنصار نجده لم يعرفها التاريخ من قبل لقد أثروا المهاجرين علي أنفسهم : لكن هؤلاء لم يرضوا أن يكونوا عالة علي غيرهم لأن الأسلام يرفع النفوس إلي درجة عالية ويدفع صاحبه للجد والعمل؛ فمن كان تاجر ذهب إلي السوق، وأبدي مقدرة علي الكسب حيث ألف المكيون التجارة وضربوا فيها بسهم كبير!! لقد آخي الرسول صل الله عليه وسلم بين سعد ابن الربيع الإنصاري وكان سعد غني فقال لعبد الرحمن : (أقاسمك مالي نصفين وأزوجك)
قال عبد الرحمن (بارك الله لك في أهلك وكالك، لا حاجة لي في ذلك هل من سوق فيه تجارة؟ قال سعد سوق بني قينقاع فغدا إليه عبد الرحمن فإتي بجبن، وسمن، وها هو عرف طريق الحياة الكريمة الشريفة وأن اليد العليا خير من اليد السفلي : لقد كان المثل الأعلي في الإمانة والشرف فصار من الأغنياء فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم( يابن عوف، إنك من الإغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفاً، فأقرض الله يطلق لك قدميك) وينطلق عبد الرحمن وكلمات الرسول صل الله عليه وسلم تجد مكانة في نفسه فيقرض الله قرضاً حسناً، وربه يضاعف له إضعاف كثيرة، أنه عبد الرحمن بن عوف الذي تجود يده بالعطاء، وعينه وقلبه بالعبرات٠٠
وهو قدوة ذي الثروة التي أنفقها علي الفقراء، وقد كرمه الرسول صل الله عليه وسلم أيما تكريم لقد عممه بيده وسدل علي كتفيه وهو يوجهه إلي دومة الجندل وأذن له أن يتزوج أبنة ملكهم الأصبغ بن ثعلبة الكلبي، ففتح الله عليه وتزوجها وهي أم تماضر أبنة أبي سلمة٠.
رضي الله عنه وأرضاه
