
بقلم: فائقة عبد النعيم
أنه أحد العثمانية السابقين إلي الاسلام ومعني ذلك أنه من تلك الطليعة التي يوزن الواحد منها بألف ٠وهو أحد الستة أصحاب الشوري الذي مات الرسول صل عليه وسلم وهو راضي عنهم .
لقد أسلم علي يد أبي بكر وهو ابن عمه :لقد ذهب طلحة َمع أبي لرسول الله صل الله هليه وسلم ونطق الشهادتين أمام الرسول صل الله عليه وسلم٠ وقابل بأسلامه أشد أنواع العذاب من قريش.
إن سيرته نفحة من نفحات تاريخنا العظيم المليئ بمواطن القدوة والأسوة ولا بد لنا أن نستلهم من ماضينا لحاضرنا وإن نمضي علي طريق سلفنا الصالح فنؤمن كما أمنوا ونصدق كما صدقوا ونحاهد كما جاهدوا.
لقدكان طلحة شجاعاً مقداماً له رأيه حتي في جاهليته فهو من المهاجرين الأولين الذين خاضوا المعارك مع رسول الله صل الله عليه وسلم عدا غزوة بدر فقد كان مكلفاً من قبل رسول الله صل الله عليه وسلم للقيام بَمهمة تأمينية .
فقد كلفه بتحسس أمر العير تجاه (الحوراء) وعن يوم أُحد , تقول عائشة رضي الله عنها كان أبي بكر إذا ذُكر يوم أُحد يقول ذلك كله يوم طلحة َأكنت أول من جاء النبي صل الله عليه وسلم.فقال لي ولأبي عبيدة بن الجراح (دونكم أخاكم) ونظرنا وإذا به بضع وسبعون طعنة وضربة ورميت وإذا به أصبعه مقطوعة فأصلحنا من شأنه وكان يوم أًحد وقف صامداً عملاقاً يضرب بسيفه يميناً وشمالاً وسط الهول وهو ينزف وراح يقفز ووقف أمام النبي صل الله عليه وسلم وعندما رأي دمه الذكي ينزف أخذه وسانده وحمله بعيداً صل الله عليه وسلم .
لقد كان يسانده بشماله َوصدره ويضرب المشركين الذين إلتفوا حوله كالجراد بيمينه فقد كان من الفدائيين الذين وهبهم الله القوة والصلابة مع قوة ألأيمان والإخلاص لدين الله.
لقد كان رجلاً وجيشاً وحده لقد رجع المشركين بعد أن ظنوا أن رسول الله قد قُتل فتقدم طلحة علي حالته وحمل رسول الله صل الله عليه وسلم حتي صعد إلي صخرة عالية في أقصي الميدان وجعل يقبل يديه وما أمكنه من جسمه وقدميه وهو يقول بأبي أنت وأمي يارسول الله, تبسم الرسول صل الله عليه وسلم وهو يقول (إنك طلحة الخير) ثم قال علي ملئ من أصحابه (أوجب لطلحة) (اي أستحق الجنة ووجبت له) .
وفي حجة الوداع القي رسول الله صل الله عليه وسلم خطبة جامعة أكد فيها علي المسلمين أن يحفظوه في دعوته حين بُعده وأن يكونوا قادة الحق من ورائه وأخذ طلحة هيبة الموقف قبل موت الرسول ليكون شهيده وشفيعه يوم الفزع الأكبر وعندما أنهي رسول الله صل الله عليه وسلم خطابه يقبل عليه طلحة ويحتضنه ويبكي .
وينظر رسول الله صل الله عليه وسلم إلي أصحابه قائلاً ( من أراد أن ينظر إلي شهيد يمشي علي رجليه فلينظر إلي طلحة بن عبيد الله)
أما عن يوم وفاته رضي الله عنه لما كان يوم الجمل أجمع به علي ووعظه وذكره فتأخر إلي أخر الصفوف فجائه سهم فأصابه في ساقه ونقل إلي البصرة، ومات هناك٠
هذا هو الرجل الفدائي الذي يقاس بألف من الرجال، الشهيد الحي
رضي الله عنه٠ وأرضاه.