فإن خشوع القلب وكثرة البكاء خوفاً من الله وصف شريف للمؤمن ٠ ولقد وصف الله أنبيائه.

فقال تعالي ( إذا تُتلي عليهم آيات الرحمن خروا سُجداً وبُكيا) وقال تعالي ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) ٠

وكذلك من قوله صل الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله (رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) : فإذا عز البكاء عليك فتذكر ما بين يديك من أهوال الآخرة التي أنت مُلاقيها دون شك ولا ريب إن كنت قد آمنت بالله وبما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فسوف تبكي لا محالة إن كان لك قلب يفقه وعقل يعقل ٠

وإذ لم يكن لك شئ من ذلك فأعتبر نفسك من الأنعام والبهائم ٠ فإن الله تعالي خاطب أهل القلوب وذكرهم فقال ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب وألقي السمع وهو شهيد) وقال تعالي ( إن الذكري تنفع المؤمنين).

وقال تعالي (فذكر إن نفعت الذكري سيذكر من يخشي) وقد خص الله تعالي بالذكر أهل الإنابة وهم الراجعون إليه وأهل الخشية وهم الخائفون منه وأهل الإيمان وهم المصدقون به وبرسوله وبوعده ووعيده فقال (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً وما يتذكر إلا من يُنيب) اللهم أرزقنا قلباً خاشعاً َولسانا ذاكراً وعملاً متقبلاً٠