فالصوم من أبلغ الأفعال التي لها أثر في رياضة النفس وكسر الشهوة، واستنارة القلب وترقيقه، وتأديب الجوارح وتقويمها وتنشيطها للعبادة، وفيه الثواب العظيم، والجزاء الكريم الذي لا نهاية له ولا غاية، وليس شئ من الأعمال إلا ولثوابه حد ومقدار سوي الصوم، فإن ثوابه لم يقدر بقدر، ولم يحد بحد، وقال النبي صل الله عليه وسلم : (كُل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي َوأنا أجزي به، يدع الإنسان طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره َوفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من المسك) فنقف عند قوله تعالي 🙁 إلا الصوم فإنه لي َوأنا أجزي به) ونفكر في الوعد بالجزاء المطلق عند السيد الكريم ، الجواد الرحيم، وَنتأمل أيضاً في خلوف فم الصائم الذي هو عند الله أطيب من ريح المسك واستحضر معي العنديه الإلهية الكائنه من الطيب بهذه المنزلة : ومن إجل فضل هذا الخلوف ومكانته عند الله تعالي وَقال عليه الصلاة والسلام( الصوم نصف الصبر َلكل شئ زكاة، َوزكاة الجسد الصوم) وقال عليه الصلاة والسلاة ( الصوم جُنة وحصن حصين من النار) ٠

اللهم أعنا علي طاعتك