فلقد خلق الله لنا جوارحنا لنطيعه بها وليس لنعصاه هي نعم عظيمة لا نعرف قيمتها إلا لو ذهبت عنا : فإولها العين خلقها الله لننظر بها في عجائب صنعه في أرضه. َوسماواته ، فيذداد بذلك معرفتنا ويقيننا بربنا ، ولنهتدي بها في الظلمات ، نستعين بها علي الحاجات ، فإن استعملناها فيما خلقت له كنا من المطيعين الشاكرين ، وإن أطلقناها وأرسلناها فيما حرّم الله عليه النظر إلي النساء الإجانب والصور الجميلة بباعث الشهوة ، فقد عصينا وتعرضنا للعقاب والبلاء فليحذر المؤمن من ذلك كل الحذر. : أما الأُذُن فهي من أعظم النعم ، وقد خُلقت للعبد ليستمع بها كلام ربه وسُنة نبيه، وكل ما يستفيد به في أطاعة ربه ،. ويبعد عن كل ما حرم الله عليه من كذب وغيبة وكلام قبيح فبذلك يكون كفر النعمة ولم يشكرها والأثم لا يختص به القائل دون المستمع فهم شركاء في الذمب : واما اللسان فهو من أعظم نعم الله علي عبده وفيه خيركبير، ونفع كثير لمن حفظه واستعمله فيما خلق الله ، وأيضاً فيه شر كثير، وضرر عظيم لمن أضاعه واستعمله في غير ما خلق الله له، ولقد خلقه الله تعالي للعبد ليشكر به من ذكره وتلاوة كتابه ولينصح به عباده ويدعوهم به إلي طاعة الله، َيعرفهم ما يجب عليهم من عظيم حقه وليظهر به ما في ضميره من حاجات دينه ودنياه فإن أستعمله بذلك يكون من الشاكرين :ثم إن أمر اللسان مهم جداً ، وهو أغلب أعضاء العبد عليه وأقواها في دفعه إلي الهلاك إن لم يضبته ويكفه عما حرم الله عليه وقال رسول صلي تلله عليه وسلم : (رحم الله امرأُقال خيراً فغنم أو سكت فسلم) وقال أيضاً :(كل كلام ابن أدم عليه لا له إلا ذكراً لله أو أمراً بمعروف إو نهياً عن منكر)

وزقنا بقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعملاً متقبلاً