هم الذين ضربوا المثل بأعمالهم وسلوكهم وتضحياتهم لم يتخل أحدهم عن الراية ولا ينسي أن الأخرة هي الغاية .

نماذج عرفت الطريق وكان منهم للنبي الرفيق والصديق وستظل هذه النماذج مضيئة متألقة في سماء القدوة كي يهتدي بها المسلمون علي مر الزمان ويسيروا علي خطاهم وأولهم أبو بكر ابن قحافة (الصديق) رضي الله عنه وأرضاه كان من القبيلة التي ينتمي إليها رسول الله صل الله عليه وسلم،

ومن ميزاته إنه كان تاجر يحفظ شرفه وكرامته وغني بماله وجاهه وأخلاقه وكان صديقاً حميماً لرسول صل الله عليه وسلم وكان لا يشرب الخمر أبداً ولم يعبد صنماً ولم يُعرف بالكذب وكان هناك تقارب في السن والشرف والمهنة والنسب لذلك كان أول من يستحق أن يخلف رسول الله صل الله عليه وسلم بعده ٠

فكيف لا وهو الذي شهد له رسول الله بكمال إيمانه وقال (لو وزن إيمان أبي بكر بأيمان الأَمة لرجح إيمان أبي بكر) وهو إول من آمن من الرجال ونزل فيه أكثر من آية في القرأن الكريم ومنها قال تعالي (فإما من أعطي واتقي وصدق بالحسنة فسينسره لليسرة) (أن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملأكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) (ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) :

وكان من صفاته العظيمة يصل الرحم ويكسب المعدوم ويقر الضيف ويعين علي نوائب الدهر وكان رجلا بكائاً لا يملك عينيه حين يقرأ القرأن ٠ وكان أول المصدقين بحادثة الأسراء والمعراج وقال قولته الشهيرة (والله لئن كان قد قاله فقد صدق) وكان في الشدائد تظهر قوة العقيده عنده٠ وحادثة الهجرة خير شاهد علي ذلك٠ رضي الله عنه٠