فمن إراد إيثار الحلال والتحري عنه فينبغي له أن يتصف بالقناعة من الدنيا وأن يرغب في التقليل منها، وإن يجانب الإسراف والتوسع والميل إلي شهواتها،

فقد قال أحد الصالحين: الحلال لا يتحمل الإسراف ٠ ومن توسع ونعم في لذات الدنيا إحتاج إلي مباشرة أسباب لا تتم إلا بأقتحام شبهات، بل بإقتحام حرمات وهذا رأي أهل الإنصاف والنصيحة لأنفسهم دون الحمقي المغرورين والإغبياء الجاهلين،

ومن الذين تري أحدهم يتناول الشبهات والمحرمات ويدعي لنفسه أن يتناول الحلال ويتحراه ويقيم الورع لنفسه في ذلك الحجج الساقطة َيطلب لها التأَويلات البعيدة والتقوي وقيل في أحد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم : وهو سفيان الثوري رحَمه الله إذا لم يجد الحلال الصافي كان يأكل الرمل ويمكث عليه أيام ويقال بأن ابراهيم إبن أدهم رضي الله عنه رجع من القدس إلي البصرة ليرد تمرة سقطت في تمر إشتراه عند الَوزن ٠

فأين نحن من هؤلاء الصالحين هل منا مايفعل ذلك نسافر أميال وأيام طويلة لنرد شئ لم يكن من حقنا حتي لو كان تمرة إجيبوا أنتم بأنفسكم هدانا الله لاتباع طريق الهدي٠