ولو وزنت أعمال القلب بأعمال الجوارح لرجحت إعمال القلب في الخير والشر زيادة كثيرة ولقد فضل أهل التصوف المُعتنون بتزكية القلوب وما يخصها من الأعمال الصالحة علي غيرهم من طوائف المسلمين من العباد والعلماء الذين ليس لهم العناية بأمر الباطن والذين ليس لهم رقة في القلب ورحمة، أما من له قلب رحيم يتأثر بما يراه في ضعفاء المسلمين المساكين وأهل البلاية والمصائب أولي وأوجب بفعل الخير والمساعدة فهذا لا يكون له قلب غليظ نُزعت منه الرحمة، (ولا تُنزع الرحمة إلا من شقي) فقال تعالي:(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤَمنين رئوف رحيم) : وقال عليه الصلاة. السلام -( الراحمون يرحمهم الرحمن) (وَمن لا يرحم لا يُرحم)، قال علي كرم الله وجهه أن: لله في الأرض أنية ألا وهي القلوب فخيرها أصفاها وأصلبها وأرقها، ثم فسر ذلك فقال : أصفاها في اليقين، وأصلبها في الدين، وأرقها علي المؤمنين: واليقين هو تمكن الإيمان من القلب َوإستيلائه عليه وهو الطمأنين التي هي غاية الإيمان ونهايته: وقال عليهالصلاة. َوالسلام (سلوا الله اليقين والعافية فإنه ما إوتي إحد بعد اليقين أفضل من العافية) ٠

نسأل الله لنا َولكم اليقين َالعافية