المتوكلون هم المؤمنون بالله وحبه والرضا عنه وحسن النية والإخلاص في الظاهر والباطن لله: أما التوكل علي الله فهو من أشرف مقامات الموقنين أعز ثمرات اليقين : قال تعالي (فتوكل علي الله ٠٠٠)، وقال تعالي :(إن الله يُحب المتوكلين)، ٠وقال تعالي: (وعلي الله فليتوكل المؤمنون)، وقال تعالي :(وتوكل علي الله وكفي بالله وكيلاً) وقال أبراهيم عليه السلام حينما أُقزف في النار( حسبنا الله ونعم الوكيل) : وقالها محمد صل الله عليه وسلم والمؤمنون حين قيل لهم :(إنَّ النَّاس قد جَمعُوا لكُم فَزٌادهُم إيماناً وقالوُا حَسبُوَا اللّهُ ونعم الوكيل) : وقال بعض السلف الصالح رحمهم الله : من رضي بالله وكيلاً وجد إلي كل خي سبيلاً٠ وأصل التوكل : يقين القلب بأن الأمور كلها بيد الله وفي قبضته، وأنه لا ضار ولا نافع ولا معطي ولا مانع غير الله، ثم طمأنبنة في القلب وسكون إلي وعد اللّٰه وضمانه، حتي لا يضطرب ولا يتزلزل عند ورود الشدائد والفاقات، حتي لا يفزع ولا يرجع في كل الإحوال إلا لله تعالي فقط وأن رجع في شئ من هذا إلي الخلق فهذا من الظاهر وليس من الباطن ويكون علي موافقة الأمر المشروع : وليس التوكل يكون مُتجرداً عن أسباب الدنيا، بل قد يكون ملابساً للأسباب مع التوكل، ولكنه يكون معتمداً علي الله لا علي الأسباب : ثم إن الأسباب قسمين : دينية ودنيوية، فالأسباب الدينية مثل العلوم النافعة والأعمال الصالحة التي لا بد منها فلا بد لكل مسلم إقامة تلك الأسباب والعمل بها، وإما الإسباب الدنيوية : كالحرف والصناعات وكل ما يتسبب به الناس لتحصيل معايشهم ولذلك لا يجوز ترك السبب لمعاشهم الذي لا بد منه إلا إذا كان الإنسان عاجزاً، يحرم علي الإنسان إن يقعد عن الإكتساب الذي يقدر عليه ويحتاج إليه ويترك نفسه وعياله ضياعاً يسألون الناس وقد قال عليه الصلاة والسلام(كفي بالمرء إثماً أن يُصيع من يعول)
فالتوكل مع الأخذ بالأسباب واليقين بقضاء الله هو المقصود من هذا ٠

هدانا الله وإياكم لصالح الأعمال