أنه الأمين الرشيد العاقل الزهيد أنه للأجانب المؤمنين ودوداً وعلي الأقارب المشركين شديداً: أنه يطل علينا بالقدوة في عالم ضاعت فيه الأمانة وأطلت الخيانة تهدد عالمنا : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :قال رسول الله صل الله عليه وسلم(ولكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح) :

هذا الرجل الذي تعرض لإختيار إيماني!! أيهما أحب إليه أبيه الكافر، أم دينه الذي إرتضاه : روي بأن في غزوة بدر تصدي له أبيه ليقتله فكان أبو عبيد يحيد ويبعد عن أبيه فلما أكثر عليه أبيه قتله : فأنزل الله تعالي الآية ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله الآخر يودون من حاد الله ورسول ولو كانوا أبائهم، أو أبناهم، أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان): فكان أبو عبيدة له طموح وتطلعات وأمنياته أن يكون تقياً من كل قبله : وروي بأن جاء وفد من نجران إلي رسول الله صل علي وسلم يطلب منه أن يرسل معهم من يعلمهم أحكام دينهم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم (لأبعثن معكم غداً رجلاً حق أمين، حق أمين، حق إمين) يقول عمر بن الخطاب هذا الموقف كنت إرجو أن إكون هذا الرجل ولكن نظر رسول الله عليه السلام تدور عينيه يميناً وشمالاً حتي وقعت عيناه علي أبو عبيدة فقال إخرج معهم فأقض بينهم بالحق فيما إختلفوا فيه) : أنه القائد العظيم ففي خلافة أبي بكر كان خالد بن الوليد قد أتم فتح بلاد فارس بعد أن خاض معارك عنيفة قيل أنها خمس عشرة موقعة لم يهزم في أي موقعة منها ولم يخطئ : وكان أبو عبيدة أمير جيوش المسلمين في الشام في مواجهة الدولة الرومانية٠ وتصدر الأوامر إلي خالد بن الوليد لكي يتجة إلي الشام لمواجهة الروم بعد الأنتصار الساحق علي الدولة الفارسية :

وجاء الأمر من أبي بكر لخالد بأن يسير حتي يإتي جميع المسلمين باليرموك :وكتب ألي بكر لعبيدة(سلام عليكم إما بعد فقد وليت خالداً قتال العدو في الشام فلا تخالفة وإسمع له وأطيع فإني لم أبعثه عليك إن لا تكون عندي خيراًمنه ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليست لك أراد الله بنا وبك خيراً والسلام) وبعد أن تولي عمر الخلافة، سند إلي أبو عبيدة ألأمر للقتال في أرض الشام ٠

ويصبح أبو عبيدة أمير الأمراء علي أكبر جيوش الإسلام ولم تزده هذه إلا تواضعاً وزهداً في الدنياً وانها ليست دار إقامة وأنه لا بد راحل غداً عنها ٠ من هنا لم يتخذ لنفسه الدور والقصَور والأثاث والقليل منها يكفيه

ومن هذه الشخصيات تعلمنا منها : من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر في العواقب نجا َمن أطاع هواه ضل ومن حلُم سلم ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم٠
رضي الله عنهم جميعاً وإرضاهم