
بقلم : ياسر عبد الله
غالبًا ما ننسى أن نحب أنفسنا بصدق، وننتظر من الآخرين أن يحبونا. لكن الحقيقة البسيطة هي: الحبُّ الحقيقي لا يبدأ إلا من الداخل. حب الذات ليس أنانية، ولا سعيًا للكمال، بل هو أن نقبل أنفسنا كما نحن: بكل عيوبنا، وأخطائنا، وضعفنا. هو أن نحب ذاتنا حتى في لحظات الحزن والانكسار. عندما نحب أنفسنا، نُصبح أكثر هدوءًا مع ذواتنا، وأكثر رحمة بها. نُخفف من جلد الذات… نتحرّر من ضرورة الظهور “بشكل مثالي”، ونسمح لأنفسنا أن نكون على طبيعتنا، صادقين، متصلين بمشاعرنا. ومع هذا الحب، تنفتح قلوبنا لحب الآخرين… نحبهم بلا شروط، بلا حاجة للسيطرة، وبلا خوف من الفقد. حب الذات هو البوابة إلى الروح، هو ما يجعلنا نُدرك أننا لسنا وحدنا، بل نحن جزء من نسيج واحد، من نور واحد، من روح واحدة. ومع كل خطوة نحب فيها أنفسنا، نتحرّر من الداخل، نقترب من السلام، من الوحدة، من الحقيقة. فلنبدأ الآن… لنحبّ أنفسنا كما هي، بكل ما نحمله من نور وظلال. ونجعل من هذا الحب نورًا يمتد، ينير قلوبنا، وقلوب من حولنا. فحب الذات هو الجسر… إلى حب الآخرين، إلى حب الروح، إلى حب الحياة بكل ما فيها.
