✍ كتب: محمد صالح
لم يتخيل “عم طارق” صانع المفاتيح المعروف بشارع مولد النبي بمدينة الزقازيق، أن خروجه صباحًا لشراء الإفطار سيكون طوق النجاة له، بينما تتحول لحظات أسرته الأخيرة إلى مأساة بين أنقاض بيتهم المنهار.
ففي صباح الأربعاء، خرج الرجل الستيني بخطوات هادئة وابتسامة يعرفها كل من مر بجواره. دقائق قليلة فصلته عن الكارثة؛ إذ انهار العقار الذي يضم أسرته، تاركًا خلفه صرخات وعويلاً هز المكان.
طارق الذي عاد مسرعًا حاملاً أكياس الطعام، فوجئ بصرخة: “البيت وقع!”. تجمدت قدماه أمام المشهد، حاول الاندفاع لإنقاذ أسرته، لكن الأهالي منعوه من المخاطرة بنفسه.
مع وصول فرق الحماية المدنية، بدأت رحلة البحث بين الركام، لتخرج جثة زوجته أولاً، ثم ابنته، قبل أن يُعثر على ابنه بعد ساعات من القلق والترقب. لحظة قاسية عاشها الأب، بعدما فقد كل ما يملك في لحظة، ونجا هو فقط بقدرٍ كُتب له.

