كتبت : سلمى فتحي

في مشهد أصبح متكرراً مؤخراً، ألقت أجهزة الأمن القبض على شاب يُدعى “شهاب”، بعد تداول فيديو له أثناء قيامه بخدش سيارة أحد المواطنين باستخدام مفك، ومحاولته التهجم عليه عند اعتراضه. الشاب، الذي كان يستقل توكتوك وبرفقته آخرون، أشهر صوته العالي وبجاحته في وجه مالك السيارة قائلاً:

“وريني هتعمل ليه؟! أنا شهاب من عند الجمعية.”

لكن المفاجأة الكبرى كانت في سرعة استجابة الشرطة، التي ضبطته خلال ساعات من البلاغ، ليظهر شهاب – الذي كان يدّعي القوة والهيبة – باكياً أمام جهات التحقيق، قائلاً:

“أنا مش شبيح، عندي 15 سنة، ومكنتش شايل حاجة تزعل حد.. ده مفك علشان كاوتش التوكتوك.”

وأضاف المتهم أنه يقيم في الدويقة، ويعمل من أجل الإنفاق على والدته وإخوته، موضحًا أنه لم يتوقع أن ينتشر الفيديو أو أن يكبر الموضوع بهذا الشكل، وطالب صاحب السيارة بالتنازل.

سرعة الاستجابة الأمنية تردع “الشهابين”

واقعة “شهاب الجمعية” ليست الأولى، إذ سبقها عدة حوادث مشابهة:

قبل أسبوع، تم ضبط شاب اقتحم مطعمًا بسلاح أبيض خلال 40 دقيقة فقط.
ومن يومين، تم القبض على متحرش يستقل دراجة نارية، خلال ساعات من تصوير الواقعة.
هذه التحركات الأمنية السريعة تعكس نقلة نوعية في التعامل مع بلاغات المواطنين، خاصة تلك المدعومة بفيديوهات من كاميرات المراقبة أو الهواتف المحمولة، والتي يتم استقبالها عبر أرقام “الواتس آب” المخصصة لوزارة الداخلية.

الشارع المصري بدأ يلفظ “الشهابين” من كل الأنواع – من يعتقد أن رفع الصوت والبلطجة هما طريق الرجولة. والحقيقة أن من يدّعي القوة على المواطنين سرعان ما يتحول إلى “كلب بيعيط” في يد العدالة.