كتبت: سلمى فتحي
في واقعة مأساوية تكسوها لمسة من العناية الإلهية، عثر عدد من شباب قرى مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، في ساعة متأخرة من ليل أمس، على رضيعين توأم لا يتجاوز عمرهما بضعة أيام، وقد تُركا وسط طريق زراعي مظلم ومهجور بين قريتي أكوه والمجفف.
الرضيعان كانا يرتديان ملابس كاملة، وبجوارهم حقيبة تحتوي على زجاجات الحليب وبعض الأدوية، بالإضافة إلى الحامل الخاص بهم، ما يشير إلى أن من تخلّى عنهما كان يُدرك تمامًا طبيعة الموقف، واختار مكانًا نائيًا شبه منعدم الحركة، ربما في محاولة لإخفائهما عن أعين العالم إلى الأبد.
لكن القدر تدخّل. ففي لحظة فارقة، مرّ بعض الشباب من هذا الطريق النائي – في توقيت لم يكن مخططًا له – ليتفاجؤوا بصوت بكاء خافت ينبعث من وسط الظلام، فدفعهم الفضول والقلق لتفتيش المكان. وهناك، وسط الحشائش والحشرات، وفي أجواء الليل الباردة والمخاطر المحتملة من الزواحف والحيوانات الضالة، عثروا على الرضيعين ملقيين مباشرة على الأرض، دون غطاء أو حماية.
لم يتردد الشباب لحظة، فسارعوا بحملهما إلى أقرب نقطة أمان، وأبلغوا الأجهزة الأمنية على الفور. وتم نقل الطفلين إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والاطمئنان على حالتهما الصحية، التي وُصفت بالمستقرة.
الحادثة أثارت موجة من الغضب والتساؤلات بين أهالي المنطقة، وسط مطالبات عاجلة بفتح تحقيق موسّع لكشف ملابسات الواقعة وضبط مرتكب هذه الجريمة البشعة، التي صدمت الجميع بقسوتها وتجردها من كل مشاعر الإنسانية.
التحقيقات جارية، والتوأم في أيدٍ أمينة الآن.


