الأم نزلت من الشقه وأخدت إبنها الكبير علشان ياخد جرعة الأنسولين وبعد كده توصله للمدرسه وتركت الطفلين الصغيرين نايمين فى الشقه

بعد خروجها بدقائق بدأت المأسـ.اة التى أوقفت الشارع التجارى بعزبة النخل وشلت حركته وسط زهول الجميع.. الـ.نار تشـ.تعل فى الشقة بأكملها والدخان الكثيف يمنع الأهالى من دخول الشقة وإنقاذ الطفلين الذين تفحـ.ما مكانهما على السرير الذى تركتهم عليه والدتهما

طفلين لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات لم تكن هناك أى وسيلة لإنقاذهما سوى صرخات سكان العمارة التى لم تجدى نفعا

عادت الأم لمنزلها لتجده وقد تحول بالكامل إلى رماد، وصوت صراخ الجيران يشق أذنيها.. والدخان يخنق المكان، ولم تنطق إلا بأسماء أبنائها يحيى وياسين.. إلا أنهما لم يجيبا عليها هذه المرة.. فقد رحلا إلى الأبد والتهمتهم النيران وكثافة الدخان حالت حتى عن رؤيتهما من بعيد.. كما حالت بين دخول أى أحد من الجيران لإنقاذهما.. فالدخان والنـ.يران لم ينتهيا إلا بعد وصول رجال الدفاع المدنى الذين سيطروا عليها بصعوبة لكن بعد فوات الأوان.. فالشقه بما فيها وبمن فيها أصبحت عبارة عن كتلة رماد

الأجهزة الأمنية والفنية فتحت تحقيقًا عاجلًا لتحديد أسباب الحريـ.ق، فيما أعرب الجيران عن صـ.دمتهم وحزنـ.هم الشديد لما حدث.

الشارع التجاري، الذي كان يعج بالحركة، شهد صمتًا مأساويًا بعد الحـ.ادث الأليـ.م وخيم الحـ.زن على المارة والشحوب يكسوا وجوه الأهل والجيران حزنا على الفقد المأساوي للأطفال الصغار.
ربنا يصبر أمهم ويجعلهم شفعاء لها يوم القيامة.. آمين يا رب العالمين.