
كتب: محمد صالح
في لحظة تاريخية جديدة تُضاف إلى سجل الآثار المصرية الخالد، أعلنت وزارة السياحة والآثار، صباح الخميس 3 يوليو 2025، عن اكتشاف أثري ضخم في منطقة البر الغربي بمحافظة الأقصر، يعود تاريخه إلى العصر الفرعوني، ويضم كنزًا من التماثيل والقطع الذهبية النادرة.
الاكتشاف تم على يد البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، أثناء أعمال الحفائر في منطقة كانت معروفة بأنها موقع دفن لعدد من كبار الكهنة والموظفين في عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 – 1070 قبل الميلاد).
الكنز الذهبي: قطع نادرة وتماثيل بحالة مذهلة
وأشار الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان رسمي، إلى أن ما تم العثور عليه يشمل أكثر من 30 تمثالًا منحوتًا بدقة عالية، أغلبها يصوّر آلهة مثل أوزوريس وتحوت، بالإضافة إلى عدد كبير من التمائم الجنائزية وأدوات الزينة والحلي الذهبية الدقيقة، التي تشير إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة لصاحب المقبرة.
ووصف وزيري الاكتشاف بأنه “واحد من أهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر خلال العقد الأخير”، مؤكدًا أن القطع المكتشفة ستخضع لعملية ترميم دقيقة قبل عرضها في المتحف المصري الكبير أو أحد المتاحف الإقليمية.
دلالات تاريخية وسياحية
خبراء الآثار يرون أن هذا الاكتشاف يُلقي الضوء على طقوس الدفن والعقائد الدينية في مصر القديمة، كما يعكس مهارة الفنان المصري القديم في النحت والمعادن. ويرى بعض الباحثين أن الكنز قد يكون مرتبطًا بإحدى العائلات الملكية أو بكبار الكهنة الذين لعبوا دورًا محوريًا في الحياة السياسية والدينية آنذاك.
وعلى صعيد السياحة، يُتوقع أن ينعكس هذا الاكتشاف إيجابيًا على حركة السياحة الثقافية، خاصة أن الأقصر تُعد من أهم الوجهات الأثرية عالميًا، وتزخر بمئات المقابر والمعابد التي تعود إلى أزهى عصور الحضارة المصرية القديمة.
ردود فعل محلية ودولية
وقد تفاعل الشارع المصري مع الحدث بفخر واعتزاز، فيما أشادت وسائل إعلام دولية بالاكتشاف، واعتبرته دليلًا جديدًا على أن أرض مصر لا تزال تحتفظ بالكثير من أسرارها.
ختامًا
ما زالت أرض طيبة القديمة تُدهش العالم كل يوم، ومع كل كشف أثري جديد، يتجدد اليقين بأن الحضارة المصرية ليست مجرد ماضٍ ندرسه، بل كنز حيّ مستمر في إبهار البشرية
