في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى القمم الاقتصادية ومؤتمرات أوروبا، تتحرّك الصحراء الغربية في صمت لتكتب فصلًا جديدًا من فصول التحوّل الطاقي في مصر. هناك، حيث الرمال تمتد بلا نهاية، تُولد طاقة المستقبل.

في قلب الصحراء، يقف مجمع بنبان الشمسي كأحد أعمدة الثورة الخضراء، مشروع لا يقل عن كونه “مدينة شمسية” تنتج آلاف الميجاوات من الكهرباء النظيفة، تغذي شبكات مصر وتمنحها استقلالًا طاقيًا كان حلمًا منذ سنوات.

لكن بنبان ليس وحده في المشهد؛ فمشروع «أوبليسك» الجديد يدخل الساحة ليضيف بعدًا أكثر جرأة، إذ يجمع بين الطاقة الشمسية وتقنيات تخزين البطاريات، ليمنح مصر كهرباءً مستقرة حتى في غياب الشمس. خطوة تُترجم الرؤية المصرية في جعل الطاقة المتجددة مصدرًا موثوقًا، لا مجرد بديل مؤقت.

وفي الوقت ذاته، تستمر حقول الصحراء الغربية في جذب موجات من الاستثمارات، ليس فقط في النفط والغاز، بل في مشاريع هجينة توظّف أحدث التقنيات لجعل استكشاف الموارد أقل تكلفة وأكثر صداقة للبيئة. تعديلات تشريعية حديثة فتحت الباب أمام القطاع الخاص للمشاركة بجرأة في مشروعات التنمية الطاقية، ما جعل الغرب المصري أشبه بـ”مختبر الطاقة” الذي يعيد رسم خريطة الاستثمار في البلاد.

الصحراء التي كانت تُوصف يومًا بأنها “قاحلة”، أصبحت اليوم أرض الفرص، حيث تتلاقى شمس المستقبل مع ثروات الأرض، لتصنع معًا معادلة مصرية جديدة:
“استقلال في الطاقة، وسيادة في القرار.”