كتبت : سلمى فتحي
رغم ارتفاع درجات الحرارة الذي يميز فصل الصيف في صعيد مصر، تواصل مدينة الأقصر إثبات مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، حيث تشهد المواقع الأثرية والمعالم السياحية إقبالًا واسعًا من السائحين من مختلف الجنسيات، في مشهد يؤكد أن سحر الحضارة الفرعونية لا يعرف موسماً.
فمنذ ساعات الفجر الأولى، تنطلق رحلات البالون الطائر لتحلق في سماء المدينة، مقدمة للسائحين مشهداً بانورامياً خلاباً لمعابد الكرنك ووادي الملوك والنيل، قبل أن يواصل الزوار جولاتهم اليومية في المعابد والمقابر الفرعونية، مرورًا بالمراكب النيلية والفنادق العائمة التي توفر تجربة إقامة فريدة من نوعها.
وأكد المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، أن المحافظة تضم حالياً نحو 4500 غرفة فندقية عائمة على متن الفنادق النيلية، مع خطط طموحة للتوسع في الطاقة الفندقية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن أكثر من 70% من اقتصاد المحافظة يعتمد على السياحة، ما يجعل دعم هذا القطاع أولوية دائمة.
وفي إطار الاستعدادات المستمرة لموسم الصيف، كثفت الأجهزة التنفيذية حملات النظافة والتجميل على كورنيش النيل والممشى السياحي والمناطق الحيوية بالمدينة، حيث تم رفع كميات كبيرة من المخلفات، إلى جانب أعمال صيانة الأرصفة والتشجير وغسل الشوارع.
كما تشهد المدينة حركة نشطة على صعيد الاستثمارات الفندقية، إذ يجري العمل على إنشاء عدد من المشروعات الجديدة، من بينها فندق فاخر يحمل علامة “فورسيزون”، إضافة إلى مشروعات بيئية وسياحية على البر الغربي تهدف إلى تنويع المنتج السياحي وخلق فرص عمل جديدة لأبناء الأقصر.
وتؤكد مشاهد الزحام في معابد المدينة وازدحام الفنادق العائمة أن الأقصر لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الفريدة، حتى في أشد فصول السنة حرارة، لتثبت مجددًا أنها ليست فقط متحفاً مفتوحاً للتاريخ، بل أيضاً نموذجاً حياً للتنمية السياحية المدروسة التي تضع الزائر في قلب الاهتمام.






