في مشهد يعكس قسوة الواقع وانعدام الضمير الإنساني، تمكنت أجهزة الأمن من توجيه ضربة قاصمة لعصابة استغلت براءة الأطفال وحوّلتها إلى وسيلة كسب غير مشروع، حيث تم ضبط مجموعة تضم عدة متهمين قاموا باستغلال 18 طفلًا في أعمال التسوّل بين القاهرة والجيزة.

وأوضحت التحريات أن بعض هؤلاء الأطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وكانوا يُدفعون يوميًا إلى الشوارع والميادين لجلب المال تحت تهديد أو استغلال الحاجة، فيما اعترف المتهمون بتفاصيل جريمتهم وتمت إحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة.

هذا الحادث لا يقتصر على كونه جريمة جنائية، بل هو ناقوس خطر اجتماعي يُنذر بمدى هشاشة الحماية الممنوحة للأطفال في بعض المناطق، ويُبرز ضرورة تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لحماية الصغار من براثن الفقر والاستغلال.

فالطفل الذي يُنتزع من براءته ليقف على الأرصفة اليوم، قد يصبح ضحية ضياع أو مجرم الغد إذا لم تمتد إليه يد الرحمة والرعاية.
إنها ليست مجرد قضية تسول، بل قضية مجتمع كامل، تُحتم علينا أن نسأل: من المسؤول عن ترك هؤلاء الأطفال فريسة للجوع والاستغلال؟

حماية الطفولة ليست رفاهية، بل واجب وطني وأخلاقي، فبناء الإنسان يبدأ من احتضان ضعفه لا من استغلاله.