في لحظة فارقة من لحظات حضور الدولة المصرية على المسرح الدولي، هبطت طائرة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في مطار جوهانسبرغ، حاملة معها رسالة واضحة:
مصر جاءت إلى قمة العشرين ليس لتُصافح… بل لتُفاوض، وتُجادل، وتفرض حضورها.

فبصفته ممثلًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، يشارك مدبولي في واحدة من أهم القمم الاقتصادية والسياسية في العالم، حيث يجتمع كبار اللاعبين الدوليين لصياغة ملامح الاقتصاد العالمي للسنوات المقبلة.


✦ حضور ليس بروتوكوليًا… بل رسالة قوة

قد يظن البعض أن وجود رئيس الوزراء نيابة عن الرئيس مجرد خطوة بروتوكولية، لكن الحقيقة أن المشهد أكبر بكثير.
فإرسال مدبولي، المعروف بدقته في الملفات الاقتصادية والتنموية، يعني أن مصر جاءت إلى القمة وفي جعبتها ملفات ثقيلة:

استثمارات منتظرة

شراكات إفريقية

تعاون تنموي

وضغوط اقتصادية عالمية تتطلب حضورًا وقرارات جريئة

مصر ليست في مقعد المتابع… بل في قلب دائرة صنع القرار.


✦ مباحثات خلف الأبواب المغلقة… وعيون العالم على القاهرة

على هامش الجلسات الرسمية، بدأ مدبولي سلسلة من اللقاءات الجانبية مع:

مسؤولين أفارقة رفيعي المستوى

كبار رجال الأعمال في جنوب أفريقيا

وفود اقتصادية من أعضاء مجموعة العشرين

هذه اللقاءات، وإن لم تُعلن تفاصيلها كاملة بعد، إلا أن مصادر حضرت بعضها أكدت أن القاهرة تسعى إلى:

توسيع استثمارات الطاقة والبنية التحتية داخل مصر

إعادة فتح ممرات تمويل دولية

تسريع الشراكات الصناعية مع أفريقيا

تسويق مشروعات مصر القومية الكبرى للمستثمرين الدوليين

القمة ليست مجرد حضور… بل سباق نفوذ اقتصادي، ومصر قررت أن تركض في المقدمة.


✦ لماذا يعد هذا الظهور مهمًا؟

لأن العالم اليوم يُعاد تشكيله اقتصاديًا.
ومَن يغيب عن الطاولة… يصبح جزءًا من «القائمة الجانبية» التي لا يسمعها أحد.

وجود مصر في G20، ممثّلة بأعلى مستوى تنفيذي، يحمل رسالتين للعالم:

  1. مصر لاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه.
  2. القاهرة تمتلك رؤية اقتصادية قابلة للدخول في شراكات ضخمة.

في زمن التحولات، مجرد الحضور لم يعد كافيًا… والمشاركة الفاعلة أصبحت ضرورة سياسية.


✦ ماذا ننتظر بعد ختام القمة؟

الأنظار تتجه الآن إلى:

ما سيوقعه مدبولي من اتفاقيات أو مذكرات تفاهم

المشروعات الإفريقية الجديدة التي قد تفتحها مصر

تأثير هذا الحراك على الاقتصاد المصري خلال 2026 و2027

وهل سينعكس هذا على:

حركة الاستثمار

التشغيل

الشراكات الدولية

والمشروعات التنموية في الداخل؟

قد تكون القمة محطة عادية للبعض… لكنها بالنسبة لمصر خطوة إلى الأمام في معركتها من أجل مكانة تستحقها.


✦ الخلاصة…

مدبولي لم يسافر ليمثل مصر فقط…
بل ليقول للعالم:
«مصر موجودة… وماضية في طريقها، ولن تنتظر أحدًا ليحدد لها دورها.»

وبين الاجتماعات واللقاءات، تدور كواليس…
وقد تخرج مصر من جوهانسبرغ بأوراق رابحة ستغير كثيرًا في المشهد الاقتصادي القادم.

كتبتها: زينب عادل – جريدة إرادة شعب