لم تكن القليوبية بعيدة عن المشهد الحضاري الذي ينتظره العالم، بل قررت أن تكون جزءًا من الحدث لا مجرد متفرج عليه.
ففي خطوة تُجسد وعي القيادة المحلية بأهمية المشاركة الشعبية، أعلنت المحافظة نشر 30 شاشة عملاقة في الميادين العامة ومراكز الشباب والأندية، لبث احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة بلحظة أمام المواطنين.

من بنها إلى شبرا الخيمة، ومن قليوب إلى طوخ، ترتدي الميادين حُلّة النور، وتتحول الساحات الشعبية إلى منابر حضارية مفتوحة تنقل للعالم أن المصري لا يزال يحمل في داخله جذوة الفخر التي لا تنطفئ.

الحدث لم يكن بثًا عابرًا على شاشة، بل رسالة وعي وانتماء… رسالة تقول إن الدولة المصرية لا تحتفل وحدها، بل تُشرك شعبها في صناعة اللحظة التاريخية، لأن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل وثيقة هوية للأمة كلها.

إنها القليوبية — قلب الوطن النابض — التي قالت كلمتها بصوت الصورة:

“نحن هنا… نُشاهد التاريخ يُكتب بأعيننا، ونُقسم أن نحميه بقلوبنا.”

في زمنٍ تتسابق فيه الأمم على تصدير ثقافتها، تُثبت مصر أنها الأصل، وأن أبناءها في كل المحافظات هم الجنود الحقيقيون للهوية والحضارة.
ومن القليوبية، يُرفع اليوم الشعار الذي يليق بمصر:

«حضارة تُشاهدها العيون… وتعيشها القلوب.»