✍ كتبت: زينب عادل – جريدة إرادة شعب
في مشهدٍ مرعب لم تشهده منطقة الكاريبي منذ عقود، هبَّ إعصار «ميليسا» كوحشٍ هائج اجتاح سواحل جامايكا بدايةً من يوم الإثنين 28 أكتوبر 2025، قبل أن يتّجه شرقًا نحو كوبا، ويُواصل اليوم مساره العنيف نحو برمودا، مُخلِّفًا وراءه دمارًا شاملاً وخسائر بشرية ومادية فادحة.
🔥 البداية: من عاصفة هادئة إلى إعصار فئة خامسة
قبل أسبوع واحد فقط، كانت ميليسا مجرد اضطراب مداري في البحر الكاريبي، لكن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق في مياه المحيط الأطلسي حوّلها في غضون 48 ساعة إلى إعصار من الفئة الخامسة بسرعة رياح تجاوزت 250 كيلومترًا في الساعة.
ضرب الإعصار منطقة نيو هوب في محافظة ويستمورلاند بجامايكا فجر الإثنين، متسببًا في انقطاع الكهرباء عن أكثر من نصف مليون شخص، وانهيار عشرات المنازل، وغمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
السلطات الجامايكية أعلنت حالة الطوارئ، وأخلت مئات الأسر من السواحل الجنوبية، فيما وصفت وسائل الإعلام المحلية المشهد بـ«الكارثة الوطنية».
🌊 يوم الغضب: ميليسا تضرب كوبا
في اليوم التالي، 29 أكتوبر، تراجع الإعصار إلى الفئة الرابعة ثم الثالثة أثناء عبوره مقاطعة سانتياغو دي كوبا، لكنه ظلّ محتفظًا بقوّته المدمّرة.
انهارت البنية التحتية في عدد من القرى الشرقية، وأعلنت الحكومة الكوبية أن الرياح العاتية «اقتَلعت الأسطح كما تُقتلع الأوراق»، فيما أُغلقت المطارات والموانئ كافة تحسّبًا لأي تصعيد جديد.
الأنباء الواردة من هافانا أكدت أن الفيضانات الجارفة غمرت الطرق ودمّرت الجسور في أكثر من خمس محافظات، بينما تعمل فرق الإنقاذ على إجلاء السكان عبر المروحيات.
🌬 اليوم الثالث: ميليسا في طريقها إلى برمودا
واليوم، 30 أكتوبر 2025، أعلنت هيئة الأرصاد الأمريكية أن الإعصار يتجه شمالًا نحو برمودا بسرعة 180 كيلومترًا في الساعة، وسط تحذيرات من أن الجزيرة الصغيرة قد تواجه عاصفة استوائية عنيفة مساء اليوم.
وقد بدأت السلطات هناك إغلاق المدارس والموانئ وفرض حظر تجوّل ليلي، فيما تتأهب قوات الإنقاذ الدولية للتدخل إذا ما تطورت الكارثة.
💔 الخسائر الأولية والصدمة الإنسانية
حتى صباح اليوم، بلغ عدد الضحايا المؤكدين 52 قتيلاً في جامايكا و17 في كوبا، بينما يُقدّر عدد المفقودين بالعشرات.
المنظمات الإنسانية وصفت الوضع بأنه «حرج للغاية»، إذ تواجه الدول المتضرّرة نقصًا حادًا في المياه والغذاء والدواء، فيما ناشدت جامايكا الأمم المتحدة لإطلاق مساعدات عاجلة.
🇯🇲 «إرادة شعب» تقول
كارثة «ميليسا» تُعيد إلى الأذهان قسوة الطبيعة حين يغيب التوازن البيئي وتتصاعد آثار تغيّر المناخ.
إن ما حدث ليس مجرد إعصار عابر، بل جرس إنذار للبشرية بأن الكوكب يدفع ثمن الإهمال البيئي والاحتباس الحراري.
ومع كل موجة ريحٍ هادرة، ومع كل قريةٍ مدمّرة، يعلو سؤال الإنسانية:
هل ما زال في الوقت متّسعٌ لنُنقذ الأرض… قبل أن تُعلن الطبيعة غضبها الأخير؟




