كتبت : ياسمين احمد
أثار نظام الطوربيد النووي الروسي المعروف باسم «بوسيدون» (Poseidon) قلقاً دولياً واسع النطاق، بعد أن وصفته موسكو كأحد عناصر الردع الاستراتيجية القادرة على تهديد المنشآت الساحلية والمناطق العمرانية على مدى بعيد.
يُعدّ «بوسيدون» —الذي عُرِف أيضاً بتسميات تقنية داخلية مثل Status-6/Kanyon— منظومة طوربيدية آلية تعمل بالطاقة النووية ومصممة للإبحار تحت سطح البحر لمسافات طويلة وبسرعات أعلى بكثير من الطوربيدات التقليدية. صرّحت روسيا بأنها طورت هذا السلاح لتمكين ردع مؤثر حتى في حال ضرب قدراتها النووية الاستراتيجية التقليدية.
وبحسب تصريحات رسمية وتقارير تحليلية مفتوحة المصدر (مع تفاوت في الدقة)، فإن الخصائص المزعومة للنظام تتضمن:
قدرة على التشغيل الذاتي (أجهزة توجيه آلية) لمسافات طويلة تحت الماء.
دفع نووي يسمح بمهام طويلة المدى دون الحاجة للتزود بالوقود التقليدي.
حمل رأس نووي ذا قدرة تفجيرية كبيرة، ما يجعله قادراً على إحداث موجات مدمرة وتلوث إشعاعي ممتد في حال استخدامه قرب السواحل أو الموانئ.
صعوبة رصده واعتراضه مقارنة بالمنصات التقليدية، ما يرفع صعوبة الدفاعات المضادة.
على الرغم من تصريحات موسكو عن اختبارات وتقدم في المشروع، تظل العديد من تفاصيل «بوسيدون» غير مؤكدة أمام جهات مستقلة؛ فالأرقام الدقيقة لمدى التشغيل، السرعة، سعة الرأس النووي، ومعدلات النجاح في الاختبارات لم تُنشر بشفافية وتختلف التقديرات بين المخابرات الغربية والباحثين العسكريين.
تثير هذه الإمكانيات تكهنات حول طبيعة المخاطر: فإلى جانب الدمار الفوري الناتج عن تفجير نووي بحري كبير، هناك احتمال وقوع تسونامي إشعاعي أو تلويث طويل الأمد للسواحل والمناطق البحرية، الأمر الذي قد يؤثر على الملاحة والتجارة والصحة العامة لسنوات. كما أن صعوبة الاعتراض تشكل تحدياً للدفاعات البحرية التقليدية وتدفع إلى إعادة النظر في خطط الردع والتحصين الساحلي.
من الناحية السياسية، استخدمت موسكو الإعلان عن المشروع كأداة لرسائل ردع استراتيجية، بينما دعت جهات دولية وخبراء إلى مزيد من الشفافية والحد من سباق التسلح البحري خاصة مع ندرة أطر قانونية دولية متخصصة بالأسلحة تحت بحرية ذات قدرات نووية اتوماتيكية

