✍ كتبت : زينب عادل – جريدة إرادة شعب
في خطوة قلبت الطاولة داخل واشنطن، وخلقت عاصفة سياسية واقتصادية عالمية، مَهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطريق لصفقة غير مسبوقة تتيح بيع شرائح Nvidia-H200 المتقدمة للصين، وذلك بعد تخفيف ضوابط التصدير التي كانت أشبه بـ”جدار ناري” بين العملاقين.
القرار لم يُفهم في أمريكا على أنه خطوة اقتصادية فقط… بل انقلابٌ صريح على سياسة المنع التي تبنّتها الإدارات السابقة خشية أن توظّف بكين هذه الشرائح الفائقة في سباق الذكاء الاصطناعي والتسلّح التقني.
💥 شرائح ليست كأي شرائح… وقرار ليس كباقي القرارات
شرائح H200 تُعدّ من أخطر ما وصلت إليه تكنولوجيا المعالجة، وتدخل في قلب:
تطوير الأنظمة الذكية
المحاكاة العسكرية
تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة
التطبيقات الاستراتيجية ذات الحساسية الأمنية
ولهذا كان منع بيعها للصين “خطًا أحمر” لعقود… حتى جاء ترامب ووضع الخط تحت قدميه.
⚖ الأمن القومي في مواجهة الرأسمالية المتوحشة
منتقدو القرار يؤكدون أن الصفقة:
تهدد التفوق التكنولوجي الأمريكي
تمنح الصين أداة ذهبية لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي
قد تعيد رسم ميزان القوة العالمي لصالح بكين
تُضعف قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على “سرية التكنولوجيا الفائقة”
ويرى محللون أن ترامب يلعب ورقة “التجارة أولاً” حتى لو كان الثمن نافذة مفتوحة على مخاطر استراتيجية.
💬 المدافعون عن الصفقة: “اقتصاد قبل السياسة”
على الجانب الآخر، تقول إدارة ترامب إن:
تخفيف الضوابط سيجلب مليارات الدولارات لشركات التكنولوجيا الأمريكية
يمنع الصين من تطوير بدائل محلية تتفوق على التقنيات الأمريكية
يُعيد واشنطن إلى موقع “المورد الأساسي للتكنولوجيا” في العالم
ويحوّل الأسواق إلى ساحات نفوذ اقتصادي بدل ساحات حرب باردة
لكن السؤال الذي يطارد صناع القرار:
هل يمكن مقايضة الأمن القومي بالعائد المالي؟
🌍 العالم يترقب… والصراع يدخل فصلًا جديدًا
الصين استقبلت القرار بترحيب “حذر”، فيما تتأهب أوروبا لهذا التحوّل الذي قد يعيد خلط أوراق السوق التقنية العالمية.
أما شركات السليكون فالي، فقد رأت في القرار “قبلة حياة” وسط منافسة شرسة على شرائح الذكاء الاصطناعي.
لكن خلف كل الضوضاء… يقف العالم أمام مفترق طرق خطير:
هل تتحول التكنولوجيا إلى جسر للتعاون أم صاعق يشعل حربًا جديدة؟
🔥 خلاصة المشهد:
ترامب لم يفتح باب تجارة فقط… بل فتح باب صراع استراتيجي قد يرسم شكل القرن القادم.
والسؤال الذي يدوّي الآن في واشنطن:
هل كانت هذه حركة عبقرية… أم مقامرة بأمن أمريكا؟

