
كتبت : ياسمين احمد
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ ظهر اليوم، شهدت شوارع القطاع مشاهد مؤثرة، حيث بدأت حشود من النازحين تتدفق من جنوب القطاع نحو مدينة غزة والمناطق الشمالية، في محاولة للعودة إلى منازلهم التي هجروها طوال شهور الحرب.
تحركت عشرات الأسر على الأقدام أو في سيارات متهالكة محمّلة بما تبقّى من أمتعة الحياة، فيما خيّمت مشاعر متباينة من الفرح والخوف؛ فرحٌ بوقف القتال أخيرًا، وخوفٌ من مواجهة واقع الدمار الهائل الذي غيّر ملامح مدينتهم.
وفتحت الطرق الرئيسة مثل شارع الرشيد الساحلي وطريق صلاح الدين أمام المواطنين، بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المواقع وأعادت انتشارها شرقًا. في الوقت ذاته، أعلنت أجهزة الأمن المحلية أنها بدأت الانتشار لضمان عودة النظام في المناطق التي شهدت فراغًا أمنيًا.
ورغم الأمل الذي يلوح في الأفق، فإن المشهد الإنساني ما زال قاسيًا؛ فالكثير من النازحين يعودون إلى منازل مهدّمة أو غير صالحة للسكن، بينما تواصل منظمات الإغاثة الدولية استعداداتها لإدخال المساعدات وتقديم الدعم للسكان العائدين.
تلك العودة، وإن كانت محمّلة بالحنين، تظل عودةً إلى مدينة أنهكتها الحرب.. لكنها ما زالت تنبض بالحياة.
