في وقت يحتاج فيه الخليج إلى هدنة سياسية، تأتي طهران لتطلق شرارة توتر جديد يرشق بـ “حُجر السيادة” في اتجاه أبوظبي — مرسّخة نزاعًا عمره عقود حول ثلاث جزر تحتلّها منذ سنوات. فما بين التصريحات النارية والبيانات الدبلوماسية المتوعدة، يبدو أن المنطقة بأكملها دخلت «عصر الصدام المحتمل».


🌊 الجزر الثلاث… قضية لم تطوها دفاتر التاريخ

الجزر المتنازع عليها — أبو موسى، تنب الكبرى، وتنب الصغرى — لطالما كانت نقطة توتر بين إيران والإمارات. الإمارات تؤكد سيادتها عليها بالكامل، وتعتبر أياً من التصرفات الإيرانية فيها — من بناء منشآت إلى تحركات عسكرية — باطلة وغير قانونية.

في المقابل، تؤكد إيران — عبر بيانات رسمية لمسؤولين كبار — أن هذه الجزر “جزء لا يتجزأ” من أراضيها التاريخية، وتعتبر أي ادّعاء غير إيراني عليها “باطلاً”.


🧨 تصعيد ناري: تصريحات، تهديدات، واستعدادات

قبل أيام، ألقى ممثل عن مرشد إيران — علي شمخاني — تحذيرًا علنيًا لدول الخليج، واصفًا أي مطالبة بالجزر بأنها “تجاوز لخطوط حمراء”.
وردّ على ذلك بيان رسمي من جانب دول الخليج، يؤكد دعمها الكامل لحق الإمارات في الجزر، ويُعلن أن أي تغيّر في الوضع القانوني يُعتبر لاغياً.

ما يزيد من حدة الأزمة أن إيران — في محاولات “ترسيخ الواقع” — شرعت في تنفيذ مشاريع بناء واستيطان داخل الجزر، إلى جانب تحركات بحرية دورية، ما يعتبره الخليج تهديدًا مباشرًا لسيادته.


🔎 لماذا الجزر بهذا الحجم من الأهمية؟

الجزر ليست مجرد بقعة جغرافية — بل ورقة استراتيجية في بحر من المصالح:

تقع عند ممرات بحرية مهمة، تسيطر على جزء من مضيق حيوي إلى الخليج.

تمتلك قيمة اقتصادية محتملة من حيث الثروات البحرية والغاز والنفط في مياه البحر القريبة.

السيطرة عليها تمنح ميزان قوة جيوسياسية في الشرق الأوسط، وتُعيد رسم خارطة النفوذ.

ولهذا، فإن صراع السيطرة عليها لا يقلّ أهمية عن صراعات سياسية أو عسكرية كبرى.


🛑 إلى أين تتجه الأمور؟ — سيناريوهات محتملة

دبلوماسية دولية: قد تذهب الإمارات إلى تصعيد القضية أمام المحافل الدولية، وربما تحريك ملف للجزر في محكمة دولية أو عبر وساطة من قوى عالمية.

تصعيد عسكري/بحري: إذا استمرت إيران في سياساتها، قد نشهد مواجهات بحرية أو اشتباكات في المياه.

سباق تسليح وتقوية تحالفات: دول الخليج قد تعزز تحالفاتها دفاعيًا وتضع خطوطًا حمراء أمام طهران.

تداعيات إقليمية مأساوية: تصعيد القضية قد يُستخدم ذريعة لنزاعات أكبر — ربما تستثمرها أطراف ثالثة لتحقيق مكاسب جيوسياسية.


📢 رسالة الخليج والعالم: الجزر ليست للبيع — والهوية ليست صفقة

الإمارات ومجلس دول الخليج أعلنا بوضوح:

«سيادة بلادنا ليست قابلة للمساومة… وأي قرار أحادي من طهران لا يغيّر أبداً من الحقائق التاريخية والقانونية»

أما إيران، فلا تبدو مستعدة للتراجع — بل تصرّ على ما تعتبره “حقًا تاريخيًا”، حتى لو كان الثمن اشتعال المنطقة من جديد.


🔥 خلاصة المشهد — الخليج على صوت المدافع!

في لحظة مفصلية، الزمن يركض نحو لحظة حساب.
الجزر الثلاث — ليست قطعة أرض فقط — إنها عنوان سيادة، رمز هوية، ومفتاح قوة.

ومع تزايد التصعيد الكلامي والعملي، يبدو أن الخليج ليس أمام خيار…
إلا أن يقف صامدًا:
“لن نبيع تاريخنا… ولن نصمت أمام من يستبيح أرضنا.”