
كتب : يوسف بهنس
“رسمياً ترامب أعلن عن إتفاقية تجارية بين أمريكا والصين” فقط. فى الحقيقة تبدو إتفاقية تجارية فحسب ، بينما فى الباطن هى تسوية لقضية تايوان لصالح هدف الصين القائم على مبدأ «الصين الواحدة» وذلك على خلفية إقامة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب بخريطته الجغرافية والتكنولوجية ، والذي يُعاد تشكيله وفق تحالفات تكنولوچية جديدة تتقاسم فيه نفوذ التشفير وتتموضع فيه السيادة الرقمية. الخلفية الجوهرية للمسألة تتلخص فيما يلي : ■ الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وفق مبدأ “الصين الواحدة”. ■ الولايات المتحدة لا تعترف رسمياً بتايوان كدولة مستقلة لكنها تدعمها عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً ، خاصة في صناعات أشباه الموصلات. ■ تايوان موقع استراتيجي ، ومركز صناعة الرقائق الإلكترونية (TSMC)، ورمز لوحدة الأمة الصينية. وهو ما يشير إلى إحتمال “والعلم عند الله” بعيداً عن السيناريو العسكري الحاسم أو السيناريو الهچين … أن الإتفاقية التجارية قامت على التسوية الشاملة ، ومنها إختيار سيناريو الحل السلمي لضم تايوان إلى الصين وفق منهج الإنسحاب المنظم لأمريكا من دعم تايوان، وربما الإكتفاء بردود فعل دبلوماسية فقط واستخدام أسلوب ردع مؤقت ومُمنهج على أن تقوم الصين بإخضاع تايوان تدريجياً أيضاً كنموذج «هونج كونج معدلاً» إن شاء الله الجديد بالذكر أن هذا الطرح يُسلّط الضوء على واحدة من أكثر القضايا الجيوسياسية حساسية في القرن الـ21 ودورها في (الصراع/التفاهم) بين الصين والولايات المتحدة ضمن سياق إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد.,